ما الذي كان سيحدث لو كانت كمية الأمطار التي هطلت على جدة وضواحيها هي ذاتها التي هطلت على الرياض الاثنين الماضي!سحابة لم تتجاوز عشر دقائق فضحت مشاريع استغرق بناؤها سنوات عديدة.. سحابة عابرة أربكت الحياة وملأت الأنفاق والطرق وعطلت الحركة وأوقفت الدراسة.. على الرغم من تكامل جميع الأجهزة والمعدات!الأمطار هزت صورة العاصمة أمام عشاقها.. ومع ذلك ما هي النتيجة؟: لا شيء يبهج.. اجتماعات لدراسة المشكلة.. الأمانة سترمي على النقل.. النقل سترمي على الأمانة.. كل جهة سترمي باللائمة على الأخرى.. سيتم في النهاية تحديد سبب المشكلة.. هل سيتم توجيه الاتهام لـ"المطر"!سينفض الاجتماع.. سيغادر الجميع.. ستعود السحب الركامية القاتمة فجأة.. برق ورعد ثم مطر.. ولا أحد يعلم ما الذي سيحدث!أعترف لكم: الحديث أصبح مملاً.. كل ما سنفعله لو استمررنا في الحديث أن نعيد مقالاتنا عن جدة.. فقط بالممحاة نزيل اسم جدة ونستبدله بالرياض.. لذا فالمستحسن أن نلتزم الصمت.. لاسيما وأن المشكلة ليست في جدة وليست في الرياض وليست في المطر.. فقط ثمة ملاحظات لا ينبغي تجاهلها:
الأولى: الأربعاء الماضي كنت في شرق الرياض ولفت انتباهي عند عدد من إشارات المرور أفرادا من المرور.. لا هم لهم سوى توزيع الابتسامات على الناس.. بل ولم يكن لوجودهم أي مبرر خاصة وأن الإشارة تعمل.. يوم المطر اختفى هؤلاء..أين اختفوا؟.. لا أحد يعلم.. ولولا عدد من الشباب المتطوعين لحدث ما لا يحمد عقباه!
الثانية: في الوقت الذي كانت الأنفاق تغص بالسيارات والشوارع تحولت إلى بحيرات اصطناعية كانت كاميرات قناة (الإخبارية) تقوم بعمل استثنائي وكسرت قاعدة "اللاعبون يشتبكون على أرض الملعب والكاميرا على الجمهور"!
الثالثة: لابد من توجيه الشكر للدفاع المدني الذي أصبح "حمالا للأسية" يدفع ثمن أخطاء الآخرين الفادحة.