كشفت المشرفة على خدمات العلاج الطبيعي بالإدارة الطبية بوزارة الشؤون الاجتماعية الدكتورة عبيرة فلمبان أن أكثر الأمراض المعدية التي سجلت نسبة إصابات فيها بين ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة هو مرض" الهربس"، وهو مرض جلدي يصيب مناطق معينة من الجسم كالفم، ويليه أمراض أخرى كالصدفية والثعلبة.

وأوضحت فلمبان إلى "الوطن" خلال اللقاء السابع لمراكز الرعاية النهارية بالمنطقة الشرقية والذي عقد الاثنين الماضي بمجمع الأمير سلطان لرعاية المعاقين بالدمام، أن مسببات الإصابة تعود بالدرجة الأولى لعدوى فيروسية تصيب الأشخاص، إضافة إلى الإهمال الأسري، وقالت "بعض أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة يعتمدون لسنوات على تقرير طبي واحد دون إجراء تحديث للمعلومات التي فيه، مما قد يعرّض ذوي الاحتياجات الخاصة للخطر بانتشار أمراض معدية، أو التعرض لإصابات غير مقصودة، لعدم وجود تشخيص دقيق، مثل مرضى "متلازمة داون"، مشيرة إلى أن بعض الأهالي لا يكونون على علم بالأمراض الداخلية لأبنائهم المرضى الذين قد يعانون من هشاشة عظام أو أمراض قلبية.

وتحدثت عن حالة وصلت لأحد المراكز الطبية بالدمام عن طفل من ذوي الاحتياجات اعتقدت أسرته أنه مصاب بتأخر في النمو العقلي، لكونه لا يتكلم، ولكن من دون تقرير يثبت صحة تنبؤاتهم، ولذلك أُرسل الطفل لتشخيصه طبياً، واكتشف على إثره أنه فقط يعاني من الصمم ولا يسمع، فُركبت له سماعات وتحوّل إلى شخص طبيعي يتعلم في المدارس العامة، بعدما كان بين المعاقين.

وحمّلت الدكتورة فلمبان بعض المراكز مسؤولية الكشف الطبي، وأضافت "من الحالات التي عالجتها أيضا طفل معاق يبكي على مدى سنة كاملة، ولا علم للمركز عن الأسباب، فطلبت تحويل الطفل للتشخيص الطبي، وتم التوصل إلى أنه يعاني من مشاكل في المعدة، وأن الطعام الذي كان يقدم له لا يُهضم"، وأشادت بمستوى المراكز الخاصة في رعاية المعاقين بالمملكة من خلال الخدمات التي يقدمونها.

رئيسة قسم ذوي الإعاقة بمكتب الإشراف الاجتماعي بالمنطقة الشرقية نعيمة بوعلي ذكرت لـ"الوطن" أن "أعداد المعاقين في المنطقة الشرقية وحدها خلال عام 2011 بلغت 25 ألف معاق، حيث تعتبر المنطقة الشرقية أكثر مناطق المملكة المسجلة فيها نسبة إعاقة في 2011 بسبب الزواجات بين الأقارب، وعلى الرغم من وجود الكشف ما قبل الزواج، إلا أن ذلك لم يقلل من نسبة الإعاقة، لوجود بعض المؤثرات الأخرى في البيئة الخارجية".

وكشفت بو علي أنهم بصدد إطلاق حملة خلال هذا العام للتعريف بخدمات قسم ذوي الإعاقة في مكتب الإشراف الاجتماعي، ونوهت بضرورة وجود مركز معتمد لتشخيص حالات ذوي الإعاقات الخاصة، لأنه حتى الآن يوجد الكثير من أهالي المعاقين يعتمدون على كلام الأخصائيين، من دون وجود تشخيص طبي دقيق، مما قد يسبب تخبطا في عملية التدريب التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة.