تـُعرف الأحداث والكوارث بالسنوات أو بالمواقع.. ولا يحدث العكس.. في الولايات المتحدة الأمريكية يحدث هذا العكس.. فقد عمدوا إلى إطلاق أسماء نسائية ورجالية ـ بالتناوب ـ على الكوارث البيئية.. نحو: كاترينا وفيليب وريتا.. بحيث يحمل الإعصار اسما مقبولا يـُخفف من الأثر النفسي للكارثة.. وقبل هذا بسنوات طويلة عمد الأجداد في هذه الأرض الطاهرة إلى تسمية الكارثة الشهيرة التي مات فيها بشر كثيرون بـ"سنة الرحمة"! حيث تساقط الناس بسبب الحمى الإسبانية الشهيرة التي قضت على ملايين البشر في أغلب دول العالم ـ وكانت الغاية رجاء الرحمة من رب العالمين. من السنوات الشهيرة التي تركت على حالها سنة الغبار.. حيث شهدت البلاد موجات غبار لم يسمع عنها الناس ـ زمنذاك ـ من قبل .. تركت على حالها ولم يتم تسميتها بأي اسم يلطف من حدتها! هذه السنة 2010 فيما يبدو لنا، نشهد سنة غبار أخرى ـ وإن كانت أخف وطأة حتى الآن ـ ولو كان الأمر بيدي لأطلقتُ عليها اسم أحد الذين أثاروا الغبار بتصريحاتهم خلال السنتين الماضيتين!
الخلاصة: تـُمطر السماء حتى نقول إن الغبار سيذهب ولن يعود.. وما إن يتوقف المطر حتى تهب علينا عاصفة غبارية تسد الجيوب والمنافذ والنوافذ، وتوقف الملاحة الجوية وتـُعطل الحركة وتعلن حالة الطوارئ في المطارات والمستشفيات.. لا تعلم من أي اتجاه أتت هذه العاصفة.. أصبح الغبار يأتي من كل ناحية!
اللافت فعلا هو عدم وجود أي تحرك لوضع حلول علمية عملية تحدّ من أضرار هذه العواصف الغبارية..
هناك حلول عديدة: لماذا لا يتم تنفيذ مشاريع المصدات الطبيعية؟ لماذا لا يتم حماية التربة من العبث؟ لماذا لا توضع مواصفات واشتراطات هندسية أثناء تصميم المنازل والمدارس تضع التقلبات الجوية في الاعتبار؟ أليس هذا أفضل من تكدس المستشفيات بمرضى الربو والشعب الهوائية والجيوب الأنفية؟!