انتقد القاص حسين علي حسين غياب تمثل المكان في الرواية السعودية حيث وصفه بـ" الغائم"، مشيرا إلى أنك لا تشعر حين يكتب روائي سعودي من المدينة مثلا أنك في المدينة نفسها، بعكس ما يحدث مع الرواية الإنجليزية والأميركية، حيث غالبا ما تجد المكان حاضرا، كذلك النظام الاجتماعي والبيئي.
وأكد وهو يحكي أول من أمس في نادي المدينة الأدبي تجربته السردية أن التراكم الروائي في مشهدنا المحلي يحتاج إلى وقت، مضيفا أن أغلب رواياتنا في هذا السياق غير واضحة المعالم.
وذهب حسين علي حسين في رده على إحدى المداخلات إلى أن القصة القصيرة في مشهدنا المحلي مرت بثلاثة أجيال، أهمها جيل أواخر السبعينات الذين شكلوا تحولا في مسيرة القصة القصيرة في السعودية، حيث تميز نتاجهم بالكثير من التمرد على الأطر التقليدية، وكسر النمطية، والتداعي الحر، والغوص في أعماق الشخصية.
وكان قد كشف عن أن امتناعه عن قراءة الصحف والمجلات وابتعاده عن مجتمع الأدباء وعزلته الاجتماعية التي اختارها لنفسه في مرحلة من مراحل حياته من أهم أسباب نجاحه, مضيفا أنه كان يتوقف كثيرا للقراءة بعد كل قصة يكتبها، حيث جنبه ذلك ما وقع به كثير من الكتاب الذين لا يرفعون أقلامهم للاستزادة والنقد الثقافي فتوقفوا في وقت مبكر، ومنهم من كتب قصة أو قصتين وتوقف.
ووصف بدايته مع السرد بـ"المضحكة" مؤكدا أنه وقع في هذا الفن عندما كان طالباً في المرحلة الثانوية في أحد أحياء المدينة المنورة يحاول كتابة المسرحية في زمن انعدمت فيه مقومات كتابة النص المسرحي، ولم يكن هناك سوى عروض بدائية كانت تقام في ليالي رمضان وفي بعض المدارس الثانوية، وهي عروض سطحية- بحسب وصفه - يقوم عليها من الألف إلى الياء مدرسون لديهم اعتقاد أنهم من الفنانين الشموليين في الإخراج والتمثيل والكتابة وإدارة المجاميع، والحقيقة غير ذلك، "فحاولت أن أتصدر في المسرحية ووجدت نفسي دون قصد كاتبا للرواية والقصة القصيرة".
وتمنى الشاعر مروان المزيني في مداخلته مع القاص أن تكون قصصه اجتماعية ترمز إلى واقع الحياة الحجازية، البيئة التي نشأ فيها القاص، مضيفا أنه متابع لما يكتبه غير أنه لم يلاحظ تأثره كقاص ببيئته التي نشأ فيها.
يذكر أن حسين علي حسين قدم عددا من المجموعات القصصية هي "الرحيل، وترنيمة الرجل المطارد"، و"طابور المياه الحديدية"، وهي مجموعات رأى فيها النقاد أعمالا تشي بنضج فني، وسياق قصصي منفتح على أفق واسع، إضافة إلى كونها تقدم مقاربات مهمة في سياق الحزن والاغتراب.