أشفقت كثيراً على المدرب الإيطالي والتر زينجا وهو يتابع مباراة نصره الجديد أمام الهلال لتدوين ملاحظاته على الفريق وتحديد احتياجاته في الموسم المقبل. فالرجل ظنّ أنه ربما يحتاج إلى ورقة أو اثنتين على الأكثر لتدوين خطوط عريضة يناقشها فيما بعد باستفاضة مع مجلس الإدارة قبل أن يتولى مهمة تدريب الفريق رسمياً، لكن الأمر لم يكن كذلك -حسب ما شاهدناه-. فالظاهر إنه -أي المدرب- ملأ كامل دفتره بالملاحظات، فكلما اصطادته كاميرات القناة الناقلة للمباراة، وجدته منهمكاً في الكتابة مع همس خفي تعلنه فقط تقاطيع وجهه، خصوصاً عندما يقود الهلال هجمة نحو خط الدفاع النصراوي.
وأظن أيضا أن زينجا سيشترط على إدارة النادي مقابل توليه المهمة الشاقة، تحديث كامل شامل في صفوف الفريق وتسريح جميع اللاعبين باستثناء سعد الحارثي وإبراهيم غالب فقط، أما البقية فستكون ملاحظاته بالتأكيد قد منحتهم فرصة الالتحاق بأندية أخرى غير النصر، في مقدمتهم صاحب الصفقة الأعلى والأغلى محلياً محمد السهلاوي الذي لا يزال مصراً على عدم تطوير مستواه وأن يبقى كما كان عليه حاله بدوري الدرجة الأولى.. ركض بلا فائدة وعدم حماية للكرة وفشل في استغلال أسهل الفرص وثقل في الحركة وتسهيل كامل لمهمة المدافعين.
أما خط الدفاع فلا أتوقع أن يستثنى منهم زينجا أحدا، فمن واقع مشاهدته لعناصره سيقول إن جميع أفراده منحوا كامل فرصتهم دون أن يفلحوا في سد أي من الثغرات، وبات لزاماً على إدارة النادي أن تستعيض بغيرهم حتى لو من درجة الشباب، وإن خط العودة إلى الطريق الصحيح، يجب أن يبدأ بإبعاد برناوي قبل القرني والبحري قبل القبلي.
ليس عيبا أن يعترف النصراويون بأن المشكلة ليست تدريبية ولا إدارية، بل في العناصر الموجودة حالياً في الفريق، فهي لا تساعد أيا من المدربين العالميين مهما كان اسمه ووزنه وذياع صيته، على فرض نفسه كرقم مميز ضمن خارطة الكرة السعودية أو العربية أو الآسيوية.
فزينجا لن يكون من شأنه أن يُحدث التفوق وفقاً لهذه العناصر، ولا سكولاري يمكنه أن يعيد ترتيب الأوضاع، ولا حتى الداهية مورينهو يمكنه أن يفعل شيئاً، إذا ما استعانت إدارة النادي بخدمات الأخيرين أو استشاراتهما.
مشكلة "العالمي" تكمن في من يدرب من.