تبحث اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية السبت المقبل في القاهرة، التقرير الأول لرئيس بعثة المراقبين الفريق محمد أحمد الدابي، وذلك بعد أكثر من أسبوع على بدء مهمة بعثته، فيما استمرت قوات الأمن في عملياتها ضد المحتجين واعتقلت أمس الناشطة فاتن رجب فواز في مدينة دوما قرب دمشق، فيما أفادت مصادر المعارضة عن مقتل 10 أشخاص في أماكن متفرقة.

ودعا رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية عدنان الخضير إلى "عدم التعجل في إصدار الأحكام على نتائج عمل المراقبين". وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد ذكر أن الجيش السوري سحب كل المظاهر المسلحة من المناطق السكنية وأنه موجود على مشارف المدن لكن أصداء الأعيرة النارية ظلت تتردد وما زال القناصة يمثلون تهديدا. وقالت لجان التنسيق المحلية ردا على العربي "الجامعة العربية وقعت في فخ البروتوكول الذي يلزم مراقبين البعثة بمنظور النظام والتحرك بعلمه وإرادته ما أفقدهم قدرة العمل والتحرك المستقلين". وأضافت في بيان "إخفاء جنود وضباط الجيش في زي رجال الشرطة وتمويه آلياته بالطلاء وتغيير أماكن تمركزها في المدن والأحياء لا يعني سحبا للجيش وآلياته ولا يعني التزاما من النظام ببنود البروتوكول".

وبدأت مجموعة من المراقبين منذ صباح أمس زيارة إلى محافظة حماة وضواحيها الساخنة. وقال أحد المراقبين إن رئيس بعثة المراقبين، توجه على رأس مجموعة مراقبين إلى حماة للاطلاع على واقع الأمور والاستماع إلى شهادات السكان وتفقد عدد من الأماكن العامة بينها بعض المشافي. وقالت مصادر بمطار القاهرة إن 14 مراقبا عربيا غادروا البلاد في طريقهم إلى سورية للانضمام إلى بعثة المراقبين. وأضافت "يضم وفد المراقبين 12 عراقيا وتونسيين اثنين بينما تخلف عن السفر ستة مراقبين من البحرين" سيسافرون لاحقا.

من جهته قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن على الرئيس السوري بشار الأسد أن "يغادر السلطة" و"يترك شعبه يقرر مصيره بحرية"، معتبرا أن "المجازر" في سورية تثير "الاشمئزاز والنفور". وقال ساركوزي في مدرسة البحرية في لانفيوك بولميك أن على الأسرة الدولية "تحمل مسؤولياتها من خلال التنديد بقمع وحشي" و"التثبت من امتلاك مراقبي الجامعة العربية جميع الوسائل والحرية الكاملة للقيام بعملهم على أتم وجه".

وفي الإطار نفسه ذكر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن "الظروف التي تجري في ظلها مهمة المراقبين بحاجة إلى توضيح"، مبديا أسفه لاستمرار روسيا في عرقلة قرار في مجلس الأمن يدين نظام الأسد. وقال لشبكة اي-تيلي الفرنسية إنه "ينبغي توضيح الشروط التي تجري فيها مهمة المراقبين هذه"، مبديا "شكوكا" بشأن سيرها. وتساءل "هل يمكنهم فعلا الوصول إلى المعلومات بحرية تامة؟ ننتظر التقرير الذي سيرفعونه في الأيام المقبلة". وقال "نرى بوضوح أن قمعا وحشيا تماما يجري وأن هذا النظام لم يعد لديه مستقبل فعلي ويعود بالتالي للأسرة الدولية أن تتخذ موقفا".

في المقابل أكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن بعثة المراقبين ستسمح بتقييم "أكثر مصداقية" للوضع في سورية، رغم الانتقادات التي تواجهها. وقال "ما لم نتفق عليه في الجامعة العربية بشكل واضح هو الوضع في سورية لأن مصادر المعلومات كانت متناقضة".

إلى ذلك طالب المعارض السوري محمد مأمون الحمصي بالتدخل الفوري للأمم المتحدة لحماية المدنيين ووقف المجازر واتخاذ مواقف عملية لردع النظام في دمشق من إبادة السنة في سورية ودعم الجيش السوري الحر.

وحول تقديره لعدد القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة للنظام قال الحمصي إن الحد الأدنى من القتلى خلال تلك الثورة المباركة هو 50 ألف شهيد و130 ألف مختطف وسجين. وتابع "من بين المختطفين ولدي ياسين الذي خطف منذ أكثر من شهرين من على باب الجامعة في دمشق ولا نعرف عنه شيئا، غير أني أؤكد على شيء وهو أن أي مختطف في سورية هو ابني وأخي".