أدلى الجمهوريون في ولاية أيوا بأصواتهم أمس في أول انتخابات تمهيدية في حملة انتخابات الرئاسة لعام 2012.

ويتنافس ميت رومني وريك سانتورم ورون بول في معركة متقاربة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق على البيت الأبيض أمام الرئيس الديموقراطي باراك أوباما.

ويتعرض بول لحملة تشويه بالغة الشراسة في أجهزة الإعلام يأتي الجزء الأكبر منها من الحزب الجمهوري نفسه في انعكاس لآلية عمل القبضة الحديدية التي تعمل من خلف الستار وتتحكم في صياغة تضاريس الساحة السياسية في الولايات المتحدة.

فمع صعود نجمه، ظهر فجأة من يقدم لأجهزة الإعلام نشرات سابقة قيل إنها صدرت عن مكتبه في السابق أو مساعدين قيل إنهم عملوا معه لفترة قصيرة يريدون إيضاح جوانب من آرائه أو أشخاص قيل إنهم أصدقاء قدامى يكشفون عن أمور أسر إليهم بها المرشح العجوز الذي قلب معادلات الحزب من خارج المؤسسة التي تدير أموره.

وتتلخص الآراء التي تنسب إلى بول في أنه عنصري ينتقد حتى الآن حرب إبراهام لينكولن "الشمالية" ضد الجنوب على الرغم من انتهائها منذ قرابة 150 عاما، وأنه يرى أن المخابرات المركزية تورطت في هجوم 11 سبتمبر، أو أنها علمت به ولم تتحرك لإيقافه، وأن الموساد كان يتابع تفصيلات الإعداد للهجوم دون أن يخطر الحكومة الأميركية، وأن جورج بوش عرف بما سيحدث في 11 سبتمبر 2001 قبل وقوعه ولم يفعل شيئا، وأن إسرائيل تعتمد على الولايات المتحدة في مأكلها ومشربها، ولكنها لا تتوقف عن كيل الصفعات لها حين تستطيع ذلك، وأنه معاد للسامية وأمور أخرى كثيرة تهز بنية الأفكار الشائعة لدى الأميركيين وتقلق مكونات المسرح السياسي على إجماله.

وقبل دورة الانتخابات التمهيدية في ايوا تكثفت الحملات التي تستهدف بول على نحو مفاجئ. فقد أظهرت استطلاعات الرأي العام أن المرشح العجوز يتقدم على كل المرشحين الجمهوريين الآخرين بفارق يتجاوز ست نقاط مئوية إذ حصل على 29% من أصوات الجمهوريين فيما حصل المرشح التالي ميت رومني الذي يعد أحد مرشحي المؤسسة الجمهورية إن جاز التعبير على 23% فقط ليحصل على الموقع الثاني.

وفي مواجهة هذا السيل من التصريحات والأقوال التي نسبت لبول حاول المرشح الذي يعتمد على ميزانية محدودة للغاية في حملته الرد على الاتهامات بقدر ما أتيح له. فقد أوضح بول أنه ينتقد فحسب حالة التسيب التي تسود واشنطن من الوجهتين السياسية والمالية وأنه قدم برنامجا اقتصاديا وماليا وسياسيا يعتمد على وضع الولايات المتحدة أولا وأنه ليس معاديا للسامية.

بيد أن الحملة غير المسبوقة ضد بول أثرت على ساحة ناخبي ايوا على أي حال إذ انتقل المرشح المشاغب إلى الموقع الثاني بحصوله في استطلاع الرأي الأخير على 23% مقابل 26% لرومني. وإذا ما برهن ناخبو ايوا الجمهوريون على أن الاستطلاعات لم تكن دقيقة ووضعوا بول في الموقع الأول على أي حال فإن المتوقع هو أن تدبر سلسلة فضائح للمرشح المشاغب تضعه خارج الحلبة على نحو ما حدث مع هيرمان كين الذي اضطر إلى ترك السباق بعد اتهامه بالتحرش ببعض السيدات اللائي عملن معه.