تحول البرنامج اليومي لمئات الطالبات المنتسبات لكليات العلوم الصحية في جامعتي الملك خالد بأبها ونجران والقادمات من محافظة ظهران الجنوب، إلى معاناة حقيقية لهن ولأسرهن.
فما أن تتسلل خيوط الصباح الأولى لتعلن عن بدء يوم دراسي جديد، حتى تتحول منازل أسرتلك الطالبات إلى خلايا نحل يشترك فيها جميع أفراد الأسرة كل من جانبه في محاولة لتجهيز بناتهم باحتياجاتهن المختلفة قبل أن تفوتهن رحلة السفر اليومية لقطع مسافة تزيد على 200 كم وفي سيارة من نوع جيمس قديم يقودها في الغالب ستيني اضطرته الحاجة لركوب موجة المعاناة.
إحدى الطالبات الملتحقات بكلية العلوم الصحية بجامعة نجران، وتدعى فاطمة الوادعي، تصف معاناتها وزميلاتها مع الرحلة اليومية للذهاب من مقر سكنهن بظهران الجنوب إلى الكلية الصحية بنجران بالمتعبة خاصة في ظل قطعهن لأكثر من 200 كم ذهابا وإيابا داخل سيارة انتهى عمرها الافتراضي يقودها مسن 60 عاما، اضطررن معه إلى الخروج، كما تقول من منازلهن قبل فجركل يوم ليصل في موعده وفي سباق مع الزمن في محاولة منه للتغلب على مصاعب قيادة السيارة المنتهي عمرها الافتراضي، مشيرة إلى أن رحلة العودة من الكلية إلى المنزل لاتختلف كثيرا عن معاناة الذهاب في ظل الزحام والانتظار.
بدورها أفصحت رفيقتها في الرحلة وتدعى سميه صالح القحطاني، أنها أصبحت تفكر جديا في ترك مقاعد الدراسة في ظل الصعوبات والعقبات العديدة التي يعانين منها خاصة ما يتعلق بالتعب النفسي والإجهاد وكذلك أجرة سائق السيارة، حيث يتحتم على كل طالبة دفع مبلغ يتجاوز 1200 ريال شهريا فيما مكافأتهن الشهرية لا تتجاوز ألف ريال، مشيرة إلى أن ذلك يعد إرهاقا لهن ولأسرهن.
من جانبه طالب حمد علي آل عامر "ولي أمرإحدى الطالبات" بضرورة افتتاح فرع لكلية العلوم الصحية بفرع جامعة الملك خالد بمحافظة ظهران الجنوب في ظل الزيادة المضطردة في أعداد خريجات الثانوية العامة الملتحقات بالكليات الطبية في مختلف جامعات المملكة.
وقال آل عامر إن هناك ما يزيد على 15 ثانوية للبنات منتشرة في مختلف أنحاء المحافظة يتخرج منها وبشكل سنوي المئات من الطالبات اللواتي لايجدن الفرصة للالتحاق بكلية الآداب والعلوم في فرع جامعة الملك خالد بظهران الجنوب بل يتحتم عليهن التسجيل خارج محافظتهن وتحملهن للسفر اليومي لقطع مئات الكيلو مترات في سبيل الحصول على شهادة علمية تساعدهن على الالتحاق بوظيفة تقيهن وأسرهن ذُل المسألة.
وبين آل عامرأن أهالي ظهران الجنوب كانوا قد تقدموا قبل سنوات بمطالب عديدة للمسؤولين في وزارة التعليم العالي وفي جامعتي الملك خالد ونجران بضرورة افتتاح كليات صحية وهندسية للبنين والبنات في أهم محافظات منطقة عسير، إلا أن مطالبهم ذهبت أدراج الرياح.
بدوره شدد عضو المجلس البلدي بظهران الجنوب سعيد عازب على ضرورة افتتاح جامعة للبنات بظهران الجنوب تضم العديد من التخصصات النادرة. وقال آل عازب إن إيجاد البنية التحتية من المشاريع المختلفة لاسيما التعليمية والصحية كفيل بالحد من ظاهرة الهجرة العكسية التي تنامت خلال العقدين الماضيين، مشيرا إلى أن المئات من السكان فضلوا الهجرة في سبيل تعليم أبنائهم في جامعات المملكة المختلفة حيث تفتقر محافظة ظهران الجنوب الحدودية لأي كلية بنين ولايوجد بها سوى كليتين للبنات لم تعد كافية لاستقبال 20% من خريجات الثانوية العامة.
من جهته، قال وكيل جامعة الملك خالد لكليات البنات الدكتور علي ناصرالسلاطين في معرض رده على مطالب أهالي ظهران الجنوب، إن هناك خططا مستقبلية لافتتاح العديد من الكليات في فرع الجامعة بظهران الجنوب لاسيما الكليات الطبية ككليات العلوم الصحية وما تشمله من تخصصات الأسنان والأشعة والمختبرات والتمريض والعلاج الطبيعي، مشيرا إلى أنه لايوجد لديهم الآن أي استدعاء أو مطالب من الأهالي بهذا الخصوص.