"سنعطي الشوارع أسماء من لم يسيروا عليها".. عبارة رددها الشاعر الراحل محمود درويش بإحدى قصائده، في إشارة إلى الآلية المتبعة في بعض البلدان العربية حول إطلاق التسمية على الشوارع واختيارأسماءٍ بعيدة عن الناس الأحياء الذين يمرون بتلك الشوارع والطرقات يومياً.. وهو ما توافق مع آراء بعض المواطنين الذين استطلعت "الوطن" آراءهم في ذلك الأمر.
وما بين التباين والاتفاق على بعض التفاصيل جاءت ردود المواطنين حول تسمية الشوارع، فبعضهم يرى أن تكون الأسماء أكثر قرباً لحياة الناس اليومية، حيث قال عبد الله المنصور: قد نحتاج تصويتاً للاختيار، ومن المناسب أن نجد أسماءً لشخصيات نعرفها، وأنا حقيقة لا أعرف اسم الشخص الذي سمي به الشارع الذي يقع فيه منزلي.
وبين سعد الحربي، أن العرف أن توضع أسماء الأعلام على الشوارع، إضافة الى من خدم البلد من رجالاته، محبذا أن يرى مزيداً من الأسماء لأشخاص أحياء على الشوارع ، وقال "وضع اسم إنسان على قيد الحياة فيه تقدير وتشريف لأي شخص".
ووصف فلاح الشمري الأمر بالقول: يسعدنا لو شاهدنا مستقبلاً شوارع بأسماء أي شخص يخدم المملكة من موقعه، ولا أرى ضرراً في تسمية شارع باسم من يجلب ميدالية للمملكة في أولمبياد أو مسابقة رياضية، أو شخص يفوز بجائزة عالمية للمملكة ولو كان صغيرالسن.
ومن جانبه، قال الناطق الإعلامي بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، إن تسميات الشوارع من اختصاص لجنة مختصة بموجب قرار مجلس الوزراء الخاص بنظام تسمية الشوارع وترقيم الأملاك بمدن المملكة، وتنص المادة الثانية من هذا النظام على أن تشكل بقرار من وزير الشؤون البلدية والقروية بالتنسيق مع الإمارات المعنية لجان من المؤرخين والأدباء وذوي الخبرة لاقتراح أسماء الشوارع والميادين، وتُعتمد هذه التسميات بقرار من وزير الشؤون البلدية.
وحول أولوية اختيار الأسماء، قال الصفيان: إن لجنة تسمية الأحياء والشوارع والميادين رفعت في وقت سابق محضراً بأسماء لأحياء وشوارع في حاضرة الدمام بأسماء "مدن من المملكة، وصحابة، وتابعين، ومؤرخين، وأدباء، وشعراء، وأسماء صفات، وزهور، وأسماء بحرية"، إلى وزير الشؤون البلدية والقروية واعتمدت مع الأخذ في الاعتبار حجم الشارع وموقعه.
ويوفر قرار مجلس الوزراء ، مساحة كبيرة للجنة لاختيار أسماء الشوارع المناسبة، وهو الأمر الذي يفتح الباب للاستماع لأكثر الآراء في ترشيح أسماء خاصة للشوارع لأناس يسيرون عليها كل يوم.