بينما يقف المرض والعجز حائلين دون وصول بعض المرضى إلى مكاتب الأحوال المدنية بمنطقة الحدود الشمالية، ترفض إدارة الأحوال المدنية بالمنطقة خدمتهم قبل تقديم طلب بذلك مرفق به تقرير طبيب يثبت عدم قدرتهم على الحضور للمكتب، ليتم بعد ذلك دراسة الطلب والتقارير الطبية حسب تأكيد مدير الأحوال المدنية بالحدود الشمالية إبراهيم الربيش، الذي طالب "الوطن" بعدم الاتصال على جواله حتى في وقت الدوام الرسمي، معتبراً ذلك من التدخل في خصوصيته.
واعتبر ذوو المرضى أن دراسة التقارير الطبية تؤخر خدمة مرضاهم وتؤخر تجديد أو إصدار الهوية الوطنية، وما يترتب على ذلك من توقف بعض الخدمات المرتبطة بالهوية الوطنية لهم ولأسرهم، مطالبين بتقديم الخدمة لمرضاهم في منازلهم أو المستشفى فور إحضار التقرير الطبي، تقديراً لعجزهم وتعاملاً بالإنسانية مع حالتهم ومراعاةً لظروف مرضاهم المقعدين وكبار السن والعجزة، وإنهاء إجراءات خدمات إصدار بطاقات الهوية الوطنية الخاصة بهم لكي لا تعطل مصالحهم بالبنوك والإدارات الحكومية الأخرى بسبب انتهاء البطاقة. وتساءل بعضهم: هل لدى الأحوال المدنية طبيب يدرس التقارير الطبية ويقدر عجز المرضى؟.
ويؤكد المواطن عبدالله الثواب أن والده منوم في مستشفى رفحاء المركزي منذ 6 سنوات ولا يستطيع النزول أو الحركة من سريره، وأنه تقدم لإدارة الأحوال المدنية بمحافظة رفحاء طالبا تجديد بطاقة الأحوال المدنية الخاصة بوالده، فطلبوا منه إحضار ما يثبت ذلك من تقارير طبية وغيره، ومن ثم يتم الرفع إلى المنطقة ليتم البت فيها، مضيفاً أنه مازال ينتظر الحل، ولم يستطع استقدام خادمة لوالده لأن بطاقته المدنية منتهية الصلاحية، كما لم يستطع مراجعة صندوق التنمية العقاري وغيره من الإدارات الحكومية والبنوك.
ويضيف المواطن فرحان العنزي من سكان مدينة شعبة نصاب (130 كيلو مترا شرق رفحاء) أن لديه أخا كبيرا مصابا بشلل رباعي وورم بالحبل الشوكي، وغير قادر على الحركة، وعندما يراجع الأحوال المدنية برفحاء يطلب منه المسؤولون إحضار تقرير طبي يثبت ذلك، لكي يرفع إلى المنطقة للموافقة على تصويره في منزله علما بأن حساباته في البنك مغلقة لعدم تجديد البطاقة.
"الوطن" الاتصال بمدير الأحوال المدنية بالحدود الشمالية إبراهيم الربيش، إلا أنه لم يرد على الاتصالات التي تجاوزت 10 اتصالات على هاتف مكتبه. وبالاتصال على هاتفه الجوال طلب عدم اقتحام "خصوصيته" بالاتصال على جواله حتى ولو كان ذلك وقت الدوام الرسمي.
وحول خدمة المرضى والمعاقين في منازلهم، أكد الربيش وجود حقيبة كاميرا لتصوير المرضى والمعاقين بالمنطقة، مضيفاً أن ذلك لن يتم إلا بعد تقديم طلب مرفق به تقارير طبية تثبت العجز عن الحضور، لتتم دراستها وتقدير الوضع بتقديم الخدمة من عدمه.