اتهم القائد العسكري اليمني المنشق علي محسن الأحمر، الرئيس علي عبدالله صالح بالسعي للانقلاب على اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة، فيما يتصاعد التوتر مع تعثر سفر صالح إلى الولايات المتحدة للعلاج. وأكد بيان لقيادة أنصار الثورة والجيش اليمني الحر، وعلى رأسها علي محسن الأحمر، أن لدى صالح "نوايا مبيته غايتها الانقلاب على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية". وأشار إلى "إصدار صالح توجيهات لنجله ولأخيه غير الشقيق علي صالح الأحمر بتوزيع كميات مهولة من الأسلحة على بلاطجته واعتداءات قواته المستمرة على المسيرات السلمية ومواصلة استيراده للأسلحة". كما اتهم الأحمر الرئيس صالح بـ"استفزاز" نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.
ويتصاعد التوتر في اليمن منذ تعثرت على ما يبدو خطط صالح للسفر للولايات المتحدة للعلاج و"الابتعاد عن الأنظار" كما قال صالح بنفسه. وذكرت مصادر مقربة منه أن "حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم طلب من الرئيس ألا يغادر"، في اجتماع مساء السبت الماضي. وأكد صالح في الاجتماع أنه لن يسمح "بانهيار مؤسسات الدولة"، ولن يسمح للمعارضة بأن يكون لها "قدم في الحكم وقدم في المعارضة". وذكرت مصادر سياسية أن "خلافات لا تزال دائرة بين صالح والأميركيين حول الصفة التي ستستضيفه فيها الولايات المتحدة، فهو يصر على أن يتم استقباله كرئيس دولة".
ومن مظاهر ارتفاع منسوب التوتر في البلاد، أن اللجنة العسكرية المكلفة بإزالة المظاهر المسلحة في صنعاء لم تتمكن من مواصلة أعمالها في الحصبة، حيث يتمركز القناصة التابعون لقوات صالح في مواقعهم، فيما سقطت قذائف قرب منزل الشيخ حمير الأحمر.
من جهة أخرى، عثرت الشرطة اليمنية على جثة صحفي فرنسي من أصل جزائري يعمل لحساب قناة "فرانس 24" التلفزيونية، في غرفته بالفندق في صنعاء أمس بعد أربعة أيام من اختفائه، وكان مخنوقا بسلك كهربائي.
على صعيد آخر، نجحت مساعي مشايخ حاشد وبكيل يتقدمهم رئيس مجلس التضامن الوطني الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر، في وقف القتال بين الحوثيين والسلفين لمدة ثلاثة أيام كهدنة تنتهي اليوم. وتم تشكيل لجنة رقابة من قبائل حاشد وبكيل تضم 15 شخصا من الجانبين الحوثي والسلفي بعد أن وافق الحوثيون على شروط السلفيين، ومنها الاعتراف بأنهم مواطنون وليسوا دولة والعمل على التعايش السلمي ووقف نقاط التفتيش على السلفيين.
ويتوقع أن يجتمع السلفيون والحوثيون في صعدة، بحضور الشيخ حسين الأحمر اليوم، لتمديد الهدنة، ووقف القتال في الفحلوين شرق كتاف ـ الذي يبعد عن حدود السعودية 25 كيلومترا.