افتتاح ملتقى المثقفين السعوديين الثاني شهد الإطلالة الأولى محليا للسعودية منى عابد خزندار ، التي نصبت في إبريل الماضي مديرة لمعهد العالم العربي كأول امرأة تتولى إدارة معهد العالم العربي في فرنسا وعبرت خزندار عن اعتزازها بلا حدود بانتمائها للسعودية، مؤكدة أنه لولا التشجيع من المملكة ما تبوأت هذا المنصب، ووعدت بأنها ستسعى لأن تأخذ منطقة الخليج حقها في أنشطة المعهد مؤكدة أنه من الضروري أن يتغير الوضع السابق.
وقالت في حديث لـ"الوطن": كوني امرأة ليس هو الشيء الوحيد الذي حدث بالموافقة على ترشيحي، بل إن هذه هي المرة الأولى منذ بداية افتتاح المعهد تتولى شخصية خليجية إدارته وهذا فخر لي بأن أمثل بلدي ومنطقتي ويجعلني أشعر بمسؤولية لا حدود لها. أيضا هذه هي المرة الأولى التي يتولى فيها إدارة المعهد إنسان من داخله وليس من الخارج، فجميع من تولوا هذا المنصب جاؤوا إلى المعهد من خارجه ولم يعملوا فيه من قبل، والأمر هنا يختلف بالنسبة لي فقد عملت طويلا في هذا المكان وأعرف كافة تفاصيله من (عاملين به،ومشاكله، والمعوقات التي تواجهه، وما حققه من مكانة .. إلخ) وهذا بقدر ما يمنحني إمكانية كبيرة للعمل بقدر ما يجعلني أشعر بالمسؤولية تجاه المكان وما يمكن أن يتحقق في الفترة القادمة.
وكشفت خزندار عن تطلعاتها بأن يكون عام 2012 عاما ثريا حيث يحتفل المعهد بمرور خمسة وعشرين عاما على إنشائه، ومن ثم يمكن انتهاز هذه المناسبة لتعزيز وضع المعهد وجعله يسترد الكثير من أنشطته التي توقفت بفعل معوقات مالية وأشياء أخرى، وفي مقدمة هذه الأنشطة بينالي السينما الذي كان يحظى باهتمام رواد المعهد من الفرنسيين أو الجاليات العربية المقيمة على حد سواء. أيضا الندوات الكبرى والمناقشات التي كانت تجري في المعهد، وهناك أيضا مهرجان الشعر في ربيع الشعر والشعراء والذي توقف منذ سنوات بسبب عدم وجود دعم مالي مناسب. هناك الكثير من الأنشطة الكبرى التي أتمنى أن يستعيدها المعهد أو أن يقدمها للمرة الأولى، ولدي أمل كبير في وجود شركاء لهذه الأنشطة مما يحقق دعما دائما لها.
وتابعت خزندار: بعيدا عن كوني امرأة فمنطقة الخليج لديها الآن من المواهب والقدرات الإبداعية ما يجعلنا نفخر بهذا. وفي رأيي الشخصي أن منطقة الخليج لم تأخذ داخل أنشطة المعهد حقها الملائم لما تتمتع به من إبداعات ومبدعين في كافة مجالات الإبداع، ومن الضروري جدا أن يتغير هذا الوضع تماما ويتم تقديم كافة الطاقات الإبداعية في منطقة الخليج بكل ما باتت تتميز به من خلال أنشطة كبرى في معهد العالم العربي، وأتمنى أن يبدأ هذا مع احتفالية المعهد في العام القادم.
أما من جهة المرأة الخليجية فاعتزازي بانتمائي لا حدود له ولولا التشجيع من المملكة ما كنت الآن في هذا المنصب أو المكان، مما يجعلني أشعر بفخر لا حدود له، وحتى بعدما توليت هذا المنصب لاقيت من التشجيع من القيادات القائمة على الثقافة في المملكة وفي مقدمتهم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة ما يجعلني أحلم بأن أكون على قدرهذه المسؤولية. ولكن في المقابل لست ضمن قلة من النساء اللاتي تعتز بهن منطقة الخليج، فالآن تحظى المبدعة الخليجية بمكانة خاصة وتحصد العديد من الجوائز وتمثل بلادها في الخارج، وتثبت موهبة وقدرة إبداعية حقيقية، وأقرب الأمثلة على ذلك هو أن من سيمثل المملكة العربية السعودية في بينالي البندقية والذي يعد من أهم التظاهرات الثقافية شخصيتان نسائيتان هما شادية ورجاء عالم.