حدد أهالي محافظة حفر الباطن مطالبهم في صورة مثلث، قاعدته تحسين الخدمات البلدية, وتكثيف أعمال النظافة، ورأسه توزيع أراضي المنح بعد مضي أكثر من خمس سنوات على صدور قرار التوزيع، دون أن يدخل حيز التطبيق. وأكدوا ضرورة سرعة الإنجاز ووضوح الإجراءات في المعاملات بالدوائر الحكومية.
وفي هذا الصدد، قال المواطن فهد العنزي إنهم ينتظرون منذ أكثر من خمس سنوات توزيع منح الأراضي على محدودي الدخل، رغم وجود مساحات شاسعة وأراض عديدة بحفر الباطن، مؤكدا أن هذه المنح سوف تخدم الأهالي في بناء وحدات سكنية خاصة في ظل ارتفاع الأراضي والعقارات بالمحافظة.
وأشار المواطن عبدالله المطيري إلى الحاجة لتنفيذ مشاريع خدمية للمواطنين، ومنها تزيين مداخل المحافظة, وتكثيف النظافة الميدانية، وزيادة المسطحات الخضراء، وسرعة إنهاء مشروع تصريف السيول.
السفلتة والنظافة
أما المواطن على الدبلان فأشار إلى جانبا آخر من معاناة الأهالي، مؤكدا أن حي النايفية بحفر الباطن يعاني من عدم السفلتة بمخطط 146، مبينا أن الأهالي يعانون من الغبار والأتربة نظرا لكثرة الحركة والازدحام السكاني. وأضاف أن هناك بعض المخططات جرت سفلتتها وهي شبه خالية من السكان بالقرب من حي النايفية.
وطالب المواطن مساعد العنزي البلدية بتكثيف أعمال النظافة يوميا سواء في الأحياء أو الشوارع العامة المليئة بالأتربة والمخلفات، مشددا على ضرورة وجود شركات لأعمال النظافة اليومية بالمحافظة.
وفي ذات السياق، انتقد المواطن محمد بن مساعد الحربي ضعف المراقبة اليومية على المحلات والمطاعم. مشيرا إلى أن هناك مطاعم اكتشفت، وهي تقدم أغناما هزيلة، والبعض الآخر يقدم وجبات تسببت في تسمم أكثر من 40 شخصا.
هموم الدوائر الحكومية
إلى ذلك, تصدرت سرعة الإنجاز ووضوح الإجراءات قائمة مطالب أهالي حفر الباطن التي وضعوها على طاولة المسؤولين عن الدوائر الحكومية بالمحافظة, معبرين عن ضيقهم من تعدد الإجراءات، وبطء إنهاء المعاملات في كثير من الدوائر.
وفي هذا الجانب، يقول المواطن عبد المجيد العتيبي: أتمنى تطوير مكتب العمل بحفر الباطن وتنظيمه. وأضاف أن الداخل للمكتب يستشعر وجود فوضى, وعدم وضوح للإجراءات؛ حيث يصطدم المراجع بالطلبات المتكررة والإضافات الكثيرة على المعاملات، التي يرغب في إنجازها, مما يوجد حالة من الغموض لا يفهمها المراجع.
ويرى المواطن علي المساعد أنه رغم أن غالبية الإدارات الحكومية تتجه نحو تقصير إنجاز المعاملات, إلا أن مكتب العمل بحفر الباطن لا يزال يسير بخطوات بطيئة في هذا الاتجاه, موضحا أن الآلة المخصصة لأرقام المراجعين داخل الصالة معطلة، ولا يوجد تنظيم واضح بداخلها بحيث يستطيع المراجع أن يجد دورا منتظما يختصر الوقت والجهد. ويتمنى المساعد أن يرى صالة مكتب العمل بمظهر متطور، تضم آلة توزيع أرقام، وشاشات كاونتر تنظم المراجعين وتضمن خدمة جيدة لهم.
من جانبه، قال المواطن سعد العنزي: لا يزال مبنى الجوازات الحالي بحفر الباطن بعيدا عن التطور الذي تعيشه بلادنا, مشيرا إلى أنه قديم ومتهالك, ويعيش المراجع بداخله دوامة طويلة متنقلا من هنا إلى هناك لإنهاء معاملته, إضافة إلى أن صالة سفر السعوديين عبارة عن غرفة صغيرة جدا لا تزيد على 4 أمتار مربعة.
وعن هموم مراجعي الضمان الاجتماعي بحفر الباطن, تقول المواطنة أم محمد: أتطلع لافتتاح قسم نسائي تقدم فيه الخدمات من قبل موظفات, ويكون مفتوحا على مدار الأسبوع بدلا من التقسيمات الحالية لأيام الأسبوع, بحيث تكون هناك أيام خاصة للرجال، وأخرى للنساء، ويترك للمراجع حرية اختيار اليوم الذي يستطيع الحضور فيه.
ويرى المواطن حمود الظفيري أن أهم مطلب هو تسهيل معاملات المراجعين، بإيجاد تنسيق بين الضمان الاجتماعي والشئون الصحية لوضع لجنة طبية تمنح التقارير الطبية لمن يعانون أمراضا عقلية أو مرض "متلازمة داون" والذين يتوجب عليهم قطع أكثر من 100 كلم للحصول على التقارير الطبية من اللجنة المختصة بمستشفى الأمل بالدمام، مشيرا إلى أن الكثير من المرضى ومستحقي مساعدات الضمان لا يستطيعون السفر لظروفهم المرضية وسوء حالتهم المادية.
اعتراف بالتقصير
إلى ذلك، قال عضو المجلس البلدي للدورة السابقة والدورة الحالية عقاب السويط لـ "الوطن" إن النظافة سيئة بحفر الباطن، وأن هناك مشاريع بلدية متعثرة وبعض الأحياء لم تشملها السفلتة. وأكد أن المجلس الحالي سوف يدرس جميع الأمور التي تخص البلدية والمواطنين من خلال تحديد العديد من اللجان الرقابية، للوقوف على احتياجات المواطنين والعمل على تنفيذها.
وأضاف أن المجلس البلدي رفع خطابات ضد المقاول المسؤول عن أعمال النظافة بالمحافظة، لتطبيق العقوبات بحقه. واقترح المجلس البلدي توزيع نظافة حفر الباطن على أكثر من مقاول.
وأكد عضو المجلس البلدي بحفر الباطن ناصر غثيث المطيري لـ "الوطن" أن المجلس لن يسكت على حقوق المواطنين وسيدرسها ويتابعها مع إدارات البلدية. مشيرا الى أن هناك لجانا سوف توزع على أعضاء المجلس البلدي لتحديد أعمال أعضاء المجلس البلدي.
رفع النفايات وخطط للطوارئ
وقريبا مما سبق، قال رئيس بلدية محافظة حفر الباطن محمد بن حمود الشايع لـ "الوطن" إن البلدية حريصة على تلبية احتياجات ومطالبات المواطنين، موضحا أنها متمثلة في إدارة النظافة والأسواق وإدارة المراقبة وتنسيق المشاريع رفعت نحو 18 ألفا و288 طنا من النفايات المتنوعة خلال الشهر الماضي, وجرى ردمها بطريقة الردم الصحي. كما رفعت كمية من الأنقاض ومخلفات البناء مجهولة المصدر ناتجة عن تهاون بعض أصحاب القلابات، وأصحاب المباني أثناء عمليات الترميم بلغت نحو 16 ألف متر مكعب, وطبقت البلدية العقوبة المقررة على المخالفين.
وعن خطة البلدية لتصريف المياه, أشار الشايع إلى أن البلدية بدأت في وقت مبكر من هذا العام، وقبل موسم الأمطار، بإعداد خطط الطوارئ والبرامج اللازمة والتي تنطلق من ملاحظات وخبرات المواسم السابقة، كما اتخت كافة الاحتياطات والتدابير اللازمة، ووضعت جميع مرافقها وأجهزتها في حالة استعداد تام لمواجهة أي حالات طارئة عند سقوط الأمطار، بالتنسيق مع الإدارات المعنية بالمحافظة.
وأضاف أن هناك شبكة كبيرة لتصريف مياه الأمطار والسيول بالمدينة ، تحظى بمتابعة دائمة أجهزة البلدية للتأكد من كفاءتها في تصريف مياه الأمطار، وإجراء الصيانة اللازمة للقنوات السطحية من خلال خطة الطوارئ التي تتكون من 14 فرقة , كما أمنت البلدية العمالة والمعدات تحسباً لهطول الأمطار في أي وقت خلال الموسم، وجرى تشكيل فرق تضم الكوادر الفنية المدربة لتفقد كافة السواتر الترابية والعقوم التي انشئت على كامل الجهة الغربية والشمالية، لتحويل السيول إلى خارج المحافظة باتجاه الشمال، حيث جرت توسعة القناة الترابية شمال شرق المدينة بطول 5 كلم، وعمق 2-3 متر, وتنظيف مجاري السيول، لضمان استمرارية سريان المياه بمجرى الوادي.
وأوضح الشايع, أن سفلتة الأحياء تجري وفق خطة تنفذ من خلال برنامج زمني على عدة سنوات شاملة كافة الأحياء حسب ما يجري اعتماده من مشاريع. وتنفذ البلدية حاليا عددا من أعمال السفلتة بالطرق القائمة في المدينة، حيث جرى إعادة رصف عدد كبير من الشوارع بطبقة أسفلتية جديدة.
وقال الشايع إن هناك جملة من المشاريع التنموية بالمحافظة جار تنفيذها استكمالا لأعمال التطوير والتأهيل للخدمات والشوارع في المحافظة لتحقيق التنمية بجميع عناصرها في المحافظة, وخلق بيئة عمرانية ومستوى خدمات أفضل، واشتملت على مشاريع تطوير البنية التحتية كالسفلتة والأرصفة والإنارة، ومشاريع تحسين وتجميل المداخل. ومن هذه المشاريع : مشروع تطوير الأحياء القائمة مرحلة ثانية بقيمة 9 ملايين و879 ألف ريال، وينتهي في 23/9/1433, ومشروع سفلتة طرق للأمانة والبلديات بقيمة 29 مليونا و281 ألف ريال وينتهي في 1/12/1433.
وبخصوص تأخر منح الأراضي, أكد الشايع أنه جرى رفع المخططات لمقام الوزارة، وبانتظار الموافقة على اعتمادها. وسوف يكون الإعلان عن توزيع هذه الدفعات في وقته.
حفر الباطن.. عاصمة الربيع
• حفر الباطن "عاصمة الربيع" إحدى المحافظات العشر التابعة لإمارة المنطقة الشرقية والتي تضم: الإحساء، الجبيل، القطيف، الخبر، الخفجي، رأس تنورة، بقيق، النعيرية، قرية العليا.
• بدأت نشأة حفر الباطن كاستراحة لقوافل الحجاج والتجارة للقادمين من والى العراق للتزود بالمياه حول آبار المياه التي عرفت واشتهرت بآبار أبي موسى الأشعري الذي أمر بحفرها.
• الموقع: تقع محافظة حفر الباطن شمال شرق المملكة في وادي منخفض لهضبة الصمان عند التقاء وادي الباطن مع وادي فليج، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 210 متر على خط طول ( 58?- 45? ) شرقاً ، وخط عرض ( 25?- 28? ) شمالاً ، وتبعد عن العاصمة الرياض بحوالي 500 كيلو متر.
• ملتقى طريقين دوليين, الأول يمتد من الرياض والمنطقة الوسطى إلى حفر الباطن ومنها إلى الكويت, والثاني طريق الشمال ودول مجلس التعاون الخليجي مروراً بحفر الباطن بمحاذاة خط التابلاين إلى الأردن ومصر وسوريا ولبنان ومنها إلى تركيا ثم إلى اوروبا.
• يتبع مدينة حفر الباطن أكثر من 36 قرية وهجرة.
• المساحة: تبلغ مساحة حفر الباطن 144 كيلومتر مربع.
• المناخ في حفر الباطن قاري صحراوي تتفاوت فيه درجات الحرارة تفاوتا كبيرا بين الليل والنهار وكذلك بين فصول السنة. وتكثر العواصف الرملية في أواخر فصل الربيع وفي فصل الخريف.