ساعات قليلة ويسدل الستار على العرس الكروي العالمي، ويعلن عن اسم المنتخب رقم ثمانية المنضم لعضوية نادي أبطال المونديال (إسبانيا أو هولندا)، والفرصة بينهما تكاد تكون متساوية، ويجمعهما الأداء الجماعي التكتيكي الذي يعكس القدرة على الاستحواذ والصبر المقنن.

مونديال جنوب أفريقيا سينتهي اليوم، ويتركنا في صراع فكري عميق سعيا وراء فك طلاسمه وأيقوناته التي أطاحت بالتاريخ، وأنصفت الواقعية.

ما أفكر فيه حاليا هو كيف شاهد لاعبونا هذا المونديال، ومدى الاقتباس الإيجابي لمهام مراكزهم، ومدى حرص مدربي الأندية على تطبيق طريقة اللعب المستنسخة 4/2/3/1 التي أفرزها المونديال.

في الوقت الذي يعيش فيه المزاج الكروي العالمي مزاجا مليئا بالعبر والقيم الرياضية التي جاء بها فرسان المونديال، أصر قائد الاتحاد الموهوب جدا محمد نور على التذكير بواقعنا الكروي عندما اختار لنفسه الطريق الأصعب لينطلق منه نحو موسم جديد، فالرجل خرج عن سرب الفريق وتلكأ في إجراء الكشف الطبي الذي يعد من أبجديات إقدام اللاعب على مرحلة إعداد موسمية، وكأنه يريد أن يوجه ضربة استباقية عنترية لمدرب الاتحاد الجديد مانويل جوزيه قد تكسبه الرهان على "كسر شوكته" مبكرا.. هذا هو الواقع وتلك هي ثقافة معظم لاعبينا التي تحدث الفارق للوراء.. ولا عزاء.