يطوي معلمو ومعلمات المملكة بعد أسبوعين منتصف عامهم الدراسي، الذي أسمته وزارتهم "عام المعلم"، ولكن يساورهم إحباط شديد بسبب عدم وفاء الوزارة بوعودها التي أطلقتها لهم قبل نحو شهرين بتحسين أوضاعهم المادية والوظيفية والنفسية من خلال الحصول على حقوقهم الوظيفية والمالية "المستحقة".
ولفت المعلمون في حديث لـ"الوطن" أنهم تفاءلوا خيراً بتحسين أوضاعهم المادية والوظيفية والنفسية من خلال الحصول على حقوقهم الوظيفية والمالية المستحقة؛ إضافة إلى توفير الخدمات والتسهيلات كافة لهم من خلال تفعيل بطاقتهم المهنية التي لا يستفيدون منها - بحسب وصف بعضهم - متسائلين مع قرب نهاية منتصف العام: لماذا لم تحقق الوزارة وعودها؟.
وكانت الوزارة أعلنت على لسان وكيلها لشؤون التعليم الدكتور عبدالرحمن البراك في ذي القعدة الماضي ضمن فعاليات "اليوم العالمي للمعلم"، أن لدى الوزارة مجموعة من البرامج تدشنها هذا العام احتفاء بعام المعلم، تأتي في أربعة محاور رئيسة، منها البيئة التعليمية، والخدمات العامة التي يستحقها المعلم والمعلمة، إضافة إلى الإثراء المهني وكذلك التواصل الاجتماعي من خلال الإعلام التربوي في إطاره العام والإعلام الجديد، وإقرار وثيقة حقوق المعلم وواجباته الوظيفية والفنية، وحصول كل معلم على بطاقة العمل التي تعتبر استحقاقا يعزز الانتماء الوظيفي لديه، ويسهل متطلباته كافة أمام القطاعين الحكومي والخاص.
وشملت الوعود عزم "التربية" على تنفيذ عدد من الزيارات لمجموعة من الدول المتقدمة في العملية التعليمية تخصص لعدد من المعلمين يتم اختيارهم على مستوى المملكة ووفق معايير محددة لإثراء معرفتهم، وتصميم موقع على الإنترنت لتفعيل التواصل الاجتماعي بين المسؤولين والمعلمين يحقق خصوصية المعلم والمعلمة، ويتيح لهم عرض إبداعاتهم في مجال التعليم، وتوفير مساحة من الحوار وتبادل الآراء والأفكار في إطار تعليمي.
إلى ذلك، أوضح المعلم عوض بن محمد آل ناهض لـ"الوطن" أنه لم يلمس أي جديد بخصوص تنفيذ الوعود منذ بدء العام الدراسي، مضيفاً أنه لم يصل بين يديه أي تعميم يدعو الراغبين للاطلاع على تجارب البلدان الأخرى في التربية والتعليم، أو وجود أي وسيلة تواصل إلكترونية سريعة للتواصل مع مسؤولي الوزارة.
ويتفق معه زميله عبدالله بن خصيف، قائلا إن رتب المعلمين والحوافز المرتبطة بها ووثيقة الحقوق حلم لا بد من تحقيقه، مشيراً إلى أن هناك كثيرا من الأخبار حول مسار تلك الحوافز والرتب للمعلمين والمعلمات، ولكن لم يحدث شيء على أرض الواقع.
ولفت المعلم عطية الوسم إلى أن المعلمين والمعلمات بحاجة إلى الرضا النفسي والوظيفي للقيام بمهامهم وأدوارهم بشكل كبير، مؤكداً أن إعطاءهم المستويات والدرجات الوظيفية المستحقة لهم نظير سنوات عملهم وما يترتب عليها من أمور مالية بأثر رجعي هو نوع من العرفان والجميل لمكانة المعلم ودفعه لمزيد من العطاء والتميز.
"الوطن" سألت وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم الدكتور عبدالرحمن البراك قبل أكثر من أسبوعيين حول قرب انتصاف العام الدراسي فيما لم تفِ الوزارة بوعودها، فطلب إرسال بريد إلكتروني لتزويد المحرر بتقرير يوضح إلى أين وصلت خطوات تنفيذ الوعود. وتم بالفعل إرسال بريد بالأسئلة الأسبوع الماضي، ولم يتم الرد حتى الآن.