على قمم المرتفعات المحاذية لمنطقة عسير تقع محافظة بدر الجنوب، والتي تعد من أقدم محافظات منطقة نجران، ويتبع لها العديد من المراكز والقرى، يبلغ عدد سكان المحافظة نحو 20 ألف نسمة، وتتميز بموقعها الإستراتيجي، وتشتهر بوجود القلاع التاريخية والبيوت الطينية التي تعتبر من الشواهد الأثرية على الحضارة والأصالة، لكن تعثر مشاريعها جعل الكثير من سكانها يرحل إلى مدينة نجران للحصول على الخدمات الضرورية.


نقص الخدمات

وتحدث المواطن علي مانع آل عمر عن الحاجة الماسة لافتتاح كلية تربية للبنين وأخرى للبنات لتضعان حداً لمعاناة الطلاب والطالبات من السفر اليومي إلى نجران وظهران الجنوب عبر طرق وعرة محفوفة بالمخاطر، مؤكداً أن المسافة التي يقطعها الطلاب وأولياء أمور الطالبات لتدريس بناتهم مسافة طويلة جداً وتشكل معاناة على مدار العام، مضيفاً أن أجور النقل تصل إلى نحو ألف ريال في ظل تأخر المكافآت وتواضع الدخل المادي للكثير من الأسر.

وقال المواطن محمد آل فروان: إن محافظتهم بحاجة لافتتاح فروع للجوازات والأحوال المدنية ومكتب عمل وضمان اجتماعي وفرع للزراعة حتى لا يتكبد سكانها مسافة 320 كلم ذهاباً وإيابا إلى نجران من أجل إنهاء معاملاتهم اليومية التي تتطلب ذلك، وتطرق إلى تدني مستوى الخدمات والتشجير بالمحافظة رغم الكثافة السكانية، وغياب الحدائق العامة للعائلات والملاهي للأطفال والحدائق للشباب، مقترحاً تخصيص موقع مناسب ليكون مقراً لاحتفالات الأهالي في المناسبات العامة والأفراح والأعياد وغيرها.

أما المواطن عبدالله آل عمر، فطالب بتحديد مكان خاص لسوق الثلاثاء الشعبي والعمل على تطويره كونه يعتبر متنفسا للأهالي يرتادونه للتسوق وشراء احتياجاتهم الضرورية ومتطلبات أسرهم اليومية.


شح المياه

وبين المواطن عبيد سالم آل محيريق، أن الأهالي يعانون من شح المياه، آملاً إيصال مشروع جلب المياه من الربع الخالي الذي لا يزال العمل فيه جارياً، وعدم تأجيله إلى المرحلة الثانية من المشروع التي قد تستمر لسنوات لأنه سيخدم المحافظات الشمالية ومراكزها، خصوصاً أن محافظتهم قريبة من محافظة حبونا التي شملها المشروع، مشيراً إلى أن وزارة المياه تجلب حالياً المياه من منطقة عسير عن طريق صهاريج بشكل يومي، وتفرغها في خزانات أرضية، مؤكداً أن مشروع مياه الشرب الذي تنفذه إحدى الشركات بالمحافظة متعثر منذ سنوات ولا يزال العمل به يسير بشكل بطيء، مطالباً وزارة المياه بإنهاء معاناتهم.





حلم الكهرباء

وذكر المواطن حسين آل فروان، أن أهالي قرى وادي سارة والحانك وبني عذار وسلف خادم التابعة للمحافظة، يحلمون بإيصال التيار الكهربائي لقراهم، مشيرين إلى أنهم طالبوا بذلك لأكثر من عشرين عاماً، ولكن لم يحصلوا إلا على وعود المسؤولين دون تنفيذ، مؤكدين أنهم يعيشون حياة صعبة في ظل عدم توفر الكهرباء، حيث يستخدمون طرقاص بدائية للإنارة كالفوانيس والأتاريك، فيما يستخدمون جلود الأغنام لتبريد الماء.

وأوضح نائب رئيس الشؤون العامة للشركة السعودية للكهرباء عبدالسلام اليمني، أن قرى بدر الجنوب التي تشمل قرى سارة والحانك وبني عذار وسلف خادم، مدرجة بخطة الشركة في عام 2014.


تعثر المستشفى

إلى ذلك، أبدى أهالي محافظة بدر الجنوب، استياءهم من تعثر مشروع مستشفى المحافظة العام منذ عقد من الزمن، مطالبين الجهات المعنية بإنجاز هذه المؤسسة الصحية لتلبية احتياجاتهم.

وأوضح مساعد مدير العلاقات والإعلام بصحة نجران خالد آل بلابل، أن مشروع مستشفى بدر الجنوب سلم للمقاول في 23 / 8 / 1423 وأنه تأخر في التنفيذ، لافتاً إلى أن نسبة الإنجاز الحالية بلغت 97% من الأعمال الكلية للمشروع، وتبقت بعض الأعمال الجاري تنفيذها، مؤكداً أنه جرى اتخاذ إجراءات عدة من قبل الشؤون الصحية بالمنطقة تمثلت في توجيه إنذارات والوقوف على الموقع، كان آخرها زيارة مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة للموقع، حيث وجه إنذاراً للمقاول لبطئه في التنفيذ، ووجه بسرعة إنجازه.


مشاريع بلدية

وفيما يتعلق بالخدمات البلدية في بدر الجنوب، أوضح رئيس البلدية المهندس بندر الشهي، أن المحافظة تحتضن متنزه العشة السياحي الذي يجري العمل الآن على تطويره بمظلات ومرافق خدمية للمياه، وتشهد حالياً تنفيذ عدد من المشاريع البلدية التي تهدف إلى النهوض بالمحافظة من الناحية الجمالية، مشيرا إلى أنه يجري العمل الآن في تنفيذ بوابة ذات طابع جمالي بالمدخل الجنوبي للمحافظة، ومسطحات خضراء، وأشكال جمالية صناعية وطبيعية وذلك بالتزامن مع تنفيذ ازدواج الطريق العام من الجهة الجنوبية بطول 5 كلم.

وأضاف، أنه يجري تنفيذ ملعب كرة قدم، وممشى بطول 2 كلم من الجهتين على الطريق العام من الناحية الجنوبية للمحافظة، ويشمل الأرصفة والإنارة الديكورية والأعمال الزراعية من أشجار وخلافه، مشيراً إلى أنه يجري العمل على تنفيذ ميدانين بالمحافظة عند التقاطع المؤدي لمنطقة عسير وأمام مبنى المحافظة، وسيزود بمجسمات جمالية، وإنشاء ساحات للبلدية، واستراحة لزوارها، فيما يجري ترسية عدد من المشاريع الأخرى التي تهدف إلى توفير جميع الخدمات البلدية للمواطنين.