يؤكد الكاتب اللبناني وثيق الصلة بالمصادر الأمريكية سركيس نعوم ما كان يعتقده بعض المراقبين بالمنطقة من شبه تحالف سري أمريكي ـ إيراني. ففي مقالة له بالنهار يوم الخميس ( 29 أبريل 2010) يشير إلى اتفاق باحثين أمريكيين على ضرورة بقاء النظام الإسلامي في إيران واستمراره بقوته الحالية. ويستعرض بعض الملامح منها أن أمريكا في اشتباك مع الإسلاميين السنة. وهم أعداء للطرفين وخاصة التكفيريين والمذهبيين على حد قوله. مع رغبة أمريكية لتدفق النفط عبر مضيق هرمز. ومنع أي جهة إقليمية من السيطرة على ما يسميه الباحثون الأمريكيون نفط (الخليج الفارسي) تلافيا لإعطائها نفوذا طويل المدى داخل النظام العالمي (لا نعرف من يقصدون؟). ويتحدث عن أن أمريكا هي التي منعت إسرائيل من توجيه ضربة لإيران.
والمراقب للصحف الأمريكية - التي لا توفر النقد للدكتاتوريات في الشرق الأوسط - يلمس خلال السنوات الأخيرة اللهجة التعاطفية مع النظام الإيراني، والخطاب التصالحي مع طهران. وبدون كل ذلك لا يصيب المراقب كثير عناء عندما يدرك أن نتائج السياسة الأمريكية في المنطقة جاءت لصالح طهران، ومنها: إسقاط النظام العراقي (القومي) السابق، ونظام طالبان (الأصولي السني)، وكلاهما عدو لإيران.
وفيما يلمح نعوم كما في مقالات أخرى له ولغيره إلى انتصار لغة المصالح على الأيديولوجيا بين الدولتين؛ الأمريكية الديموقراطية العلمانية وإيران الإسلامية الشيعية. تؤكد إصدارات أمريكية أخرى بما لا يدع مجالا للشك على لقاءات سرية وتفاهمات مستمرة بين طهران وواشنطن. منذ عام 2001 م حين اعتبر الأمريكيون الأصولية السنية عدوا. وصار ذلك ثقافة سياسية ومنهجا في مراكز الدراسات.