لم يتوقع المسن محمد علي زايد الذي تجاوز عمره الثمانين عامًا أن ينفرد برزقه في زاوية من زوايا المهرجان الرابع للعسل بمركز الحبيل في محافظة رجال ألمع لبيع القبعات البيئية والتي يطلق عليها بعض الشباب بأنها صديقة للبيئة، وهذه القبعات أو ما تسمى في اللهجة الدارجة في المحافظة بــ (الخافة) صناعة محلية لدى بعض المسنين في سهول المحافظة وتعد من الصناعات اليدوية التقليدية التي جاوزتها المدنية وتركتها في حنايا الماضي دون الالتفات إليها إلا بعد تكريس هذه المهن التراثية في نفوس المواطنين وتشجيعهم على العودة لها وذلك من خلال المهرجانات السياحية ومنها مهرجان العسل، حيث رأى المسن محمد علي زايد بأن يعود إلى مهنته في صنع القوابع المحلية والمصنوعة من أوراق شجر (الدوم) الذي هو من فصيلة النخل حيث يقول: كنت أمارس هذه المهنة لمدة تزيد على خمسين عامًا وذلك عندما كنت شابًا أرعى الأغنام في أودية ريم وجبالها وكنت أتعب من شدة حرارة الشمس ولا أملك غطاء على رأسي إلا ذلك الشعر المنثور هنا وهناك، حينها قررت الاستفادة من أوراق شجر الدوم وقمت بصناعة (الخافة) أو القبعة لوقاية رأسي من حرارة الشمس، ثم استمرت هذه المهنة معي وبدأت أصنعها للأهل والأقارب وبعض الشبان الذين كانوا أصدقاء معي في رعي الماشية، ولكن بعد ما غزت أسواقنا (القوابع) أو القبعات الصناعية والمستوردة اضمحلت مهنتي وانتهت، وفي هذا العمر المتقدم وفي ظل هذا التشجيع من الحريصين على الإنتاج المحلي قررت العودة لصناعة القبعات الطبيعية فأنا أعلم بوجود شجر (الدوم) وأيضًا لدي الخبرة في هذه المهنة وقمت مع بداية هذا المهرجان بزيارة تلك الأودية التي يتوفر فيها شجر الدوم ومنها وادي ريم حيث بدأت في إنتاج هذه القبعات وبدأت في هذه الزاوية بمزاولة البيع لتصل قيمة القبعة الواحدة إلى عشرة ريالات.

وقال آل زايد: أنا آتي على تقطيع أوراق الدوم ثم أقوم بتصنيع هذه القبعات بيدي دون تدخل آلات حديثة، ولكنها مربحة فالعمل في كل قبعة يحتمل زمنه ساعة واحدة لتصبح جاهزة للبيع لذلك أنا بعت في يوم واحد خمس قبعات بمبلغ خمسين ريالاً، وأنا موجود يوميًا هنا في هذه الزاوية وأكثر الزبائن من الشباب. علق حينها أحد الشباب قائلا: أنا أعتبر هذه القبعات إنتاجا وطنيا محليا يجب تشجيعه وهذه القبعة أرى أنها قبعة صديقة للبيئة حسب قوله.