أعلنت هيئة التنسيق الوطنية السورية لقوى التغيير الديموقراطي أنها توصلت إلى اتفاق مع المجلس الوطني السوري يرسم "معالم سورية الغد" ويحدد المرحلة الانتقالية التي ستلي سقوط نظام الرئيس بشارالأسد، في الوقت الذي تواصل فيه عمل المراقبين العرب وتواصلت معه عمليات القمع. ويضم المجلس الوطني السوري الجزء الأكبر من المعارضة السورية، بينما تضم الهيئة أحزاب تجمع اليسارالسوري وحزب العمل الشيوعي وحزب الاتحاد الاشتراكي و11 حزبا كرديا إلى جانب شخصيات معارضة. وقالت الهيئة في بيان أمس "تزف نبأ توقيع الاتفاق السياسي" مع المجلس الوطني السوري في القاهرة "إثر مباحثات استمرت لأكثر من شهر شارك فيها عدد هام من قيادات الطرفين".
وأوضحت الهيئة أن برهان غليون رئيس المجلس الوطني وقع الاتفاق، إلى جانب هيثم المناع عن هيئة التنسيق. وأضافت هيئة التنسيق في بيانها أن "الاتفاق ينص على تحديد القواعد السياسية للنضال الديمقراطي والمرحلة الانتقالية محددا أهم معالم سورية الغد التي يطمح لها كل حريص على كرامة الوطن وحقوق المواطن وأسس بناء الدولة المدنية الديمقراطية". وسيسلم الاتفاق كوثيقة رسمية إلى الجامعة العربية غدا في القاهرة بحضورالأمين العام نبيل العربي.
وينص الاتفاق على "رفض أي تدخل عسكري أجنبي يمس سيادة واستقلال البلاد"، لكنه يؤكد أنه "لا يعتبر التدخل العربي أجنبيا". كما يقضي "بحماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة في إطار القانون الدولي لحقوق الإنسان". وهو ينص على أن "تبدأ المرحلة الانتقالية بسقوط النظام القائم بكافة أركانه ورموزه" أي "سقوط السلطة السياسية القائمة مع الحفاظ على مؤسسات الدولة ووظائفها الأساسية". وتنتهي هذه المرحلة حسب الاتفاق "بإقرار دستور جديد للبلاد يضمن النظام البرلماني الديموقراطي المدني التعددي والتداولي وانتخاب برلمان ورئيس جمهورية على أساس هذا الدستور". من جهته، قال منسق عام هيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم "لا بد من رؤية سياسية مشتركة تؤدي إلى تغيير كامل شامل في سورية وتحقق انتصارأهداف الثورة السلمية وتجنب سورية مخاطر التدخل العسكري الخارجي والعسكرة والصراع الطائفي".
ميدانيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "قوات الأمن السورية أطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق آلاف المتظاهرين الذين توافدوا إلى ساحة الجامع الكبير في مدينة دوما للمشاركة في تشييع شهداء قتلوا الخميس". وأضاف المرصد أن "تشييع ثلاثة شهداء قتلوا أول من أمس في إدلب برصاص قوات الأمن السورية تحول إلى تظاهرة حاشدة توعدت بالانتقام من النظام والقتلة". وفي بلدة طيبة في محافظة حماة، توفيت شابة "متأثرة بجراح أصيبت بها خلال إطلاق رصاص الجمعة في حماة".
ومن جهته قال غليون إن بعثة الجامعة العربية مصيرها الفشل. وأضاف لتلفزيون الجزيرة "إذا فشل النظام في تلبية الالتزامات التي أخذها على عاتقه فليس هناك حل آخر سوى الذهاب الى مجلس الأمن.. نحن في طريقنا إلى مجلس الأمن". وأضاف "كما رأيت اليوم النظام لا يزال يستخدم القناصة ولا يزال يستخدم الشبيحة ولا يزال يمنع الشعب من التظاهر في الساحات العامة".