كشف مصدر أفغاني أن الولايات المتحدة خصَّصت 100 مليون دولار أميركي لإنشاء مكتب سياسي لحركة طالبان المقرر افتتاحه في العاصمة القطرية الدوحة، دعماً لمشروع المصالحة الوطنية في أفغانستان، في حين تنوي وقف إطلاق النار مع الحركة في الجنوب تزامناً مع ذوبان الجليد.

وأضاف نقلاً عن مصادر موثوقة في كابول أمس أن الولايات المتحدة تنوي أيضا إطلاق سراح 5 من كبار قادة طالبان البارزين من سجن جوانتانامو كخطوة أخرى لإنجاح مشروع المصالحة، فضلا عن تقديم مساعدات أخرى للحركة لإحراز تقدم ملموس في مشروع المصالحة الذي أطلقته الحكومة الأفغانية قبل بدء موسع الربيع. وأوضح المصدر أن السلطات الأميركية تعتزم إطلاق سراح رئيس أركان حركة طالبان الملا فاضل، وقائد القوات المسلحة في المناطق الشمالية إبان حكمها الملا نور الله نورين، ونائب مخابرات الحركة عبدالحق وثيق، والمسؤول المالي في حكومة طالبان، الحاج محمد ولي، ووزير الداخلية في الحركة الملا خيرالله خير خواه. وتابع إن هؤلاء سيتم إطلاق سراحهم من معتقل جوانتانامو ليتم نقلهم إلى قطر، مشيرا إلى ذلك بناء على طلب الحركة من المجلس العالي للسلام في أفغانستان والحكومة إطلاق سراحهم مسبقا لإنجاح عملية المصالحة، خاصة أن عائلات هؤلاء القادة وصلت إلى قطر لاستقبالهم هناك. ومن المقرَّر أن يعلن عن وقف إطلاق النار بين الحكومة والقوات الدولية من جانب والحركة من طرف آخر تزامناً مع بدء الربيع في المناطق الجنوبية التي تعتبر معاقل للحركة، وهي أقاليم هلمند، وقندهار، وزابول، وأزركان.

في سياق آخر، دفع مقتل الجنديين الفرنسيين بنيران رجل يرتدي بزة الجيش الأفغاني شمال كابول قبل يومين، باريس، إلى إرسال وزير الدفاع جيرار لونجيه، إلى أفغانستان لإعطاء القوات الفرنسية دفعة معنوية مع بداية السنة الجديدة.

ووصل لونجيه إلى كابول أمس في زيارة مفاجئة تستمر يومين لتفقد قوات بلاده وإجراء محادثات مع الرئيس الأفغاني حامد قرضاي ووزير دفاعه الجنرال عبد الرحيم ورداك وقادة القوات الدولية.

إلى ذلك، تراجعت حصيلة قتلى القوات الأطلسية في أفغانستان عام 2011 إلى 565 جنديا بينهم 417 أميركيا و45 بريطانيا، مقارنة بـ 711 قتيلا في 2010، فيما قتل 2846 جنديا أجنبيا منذ الغزو في 2001.

وفي باكستان، تبنت منظمة "جيش تحرير بلوشستان" المحظورة تفجير قنبلة بموقف للسيارات في منطقة القبائل، استهدف موكب الوزير السابق شفيق منغل، وأدى إلى مقتل 13 شخصا، وإصابة 30 آخرين، إضافة إلى تدمير 10 سيارات.

كما قتل جنديان في قرية بويا الواقعة في ميران شاه عاصمة وزيرستان الشمالية بتفجير قنبلة زرعت على قارعة الطريق. وفرضت السلطات حالة حظر التجول في المنطقة، وقامت بحملة تفتيش على المنازل لاعتقال مقاتلي حركة طالبان باكستان التي يعتقد أنها وراء التفجير.