لم يكن عام 2011 اعتياديا بالنسبة لجدة، بل مر مرورا استثنائيا على مختلف شوارع وميادين وأطراف العروس، حيث امتدت يد التطوير إلى كل مكان. وانطلقت المشروعات العملاقة من قلب العروس إلى أطرافها، وتحولت الدقائق مع هذه المشروعات إلى أرقام محسوبة، تثبت أن لكل مجتهد نصيبا.
بدأت جدة عامها بمشاريع تميزت بـ"استثنائية العمل"، فعبارة مشاريع مستعجلة لم تعن أنها ستكون بعيدة عن التخطيط السليم والمتابعة الدقيقة والتنفيذ المدروس، ومن خلال تلك المنظومة أطلقت جدة مشاريعها لحماية المدينة من خطر الأمطار والسيول، بـ 14 مشروعاً عاجلاً بدأت بمشروعي أم الخير والسامر اللذين بلغت تكلفتهما أكثر من 264 مليون ريال، حدد لهما مدة 197 يوما.
المشروعات العاجلة
أطلقت اللجنة التنفيذية لمعالجة وتصريف مياه الأمطار والسيول بجدة، برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، خططها الميدانية للعمل عبر 12 مشروعاً عاجلا غير المشروعين السابقين في السامر وأم الخير، لاسيما بعد أن منحت اللجنة صلاحيات كاملة لتشكيل لجان وفرق عمل والاستعانة بخبراء.
وفاز المراهنون على سرعة إنجاز المشروعات العاجلة للحد من أخطار السيول بجدة، وانتهت الأعمال الأساسية في 12 حلا عاجلا بمناطق الحرج في جدة، وأعلنت إمارة مكة المكرمة هذا الإنجاز لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول بعد ثلاثة أشهر من بدئها، مؤكدة انتهاء أعمال تجهيز مواقع الإسناد والطوارئ الـ16 التي أقرتها اللجنة الفرعية لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول.
وعزا أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة الفرعية لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة الأمير خالد الفيصل، هذا الإنجاز للمتابعة المتواصلة والعناية الفائقة التي يوليها كل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، لمختلف مراحل تنفيذ مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول بجدة.
وأوضح أمير مكة آنذاك، أن العمل في مشروعات الحل العاجل كان متواصلاً على مدار الـ 24 ساعة، وطيلة أيام الأسبوع، بعد أن جرى تحديد مواقعها مسبقا من قبل الأمانة كمواقع حرجة تتجمع فيها المياه بكثافة عالية، وتنتج عنها مخاطر على الناس، فأعطيت الأولوية القصوى.
وشدد على أن الحلول العاجلة نفذت بهدف الحد من الأضرار التي قد تتعرض لها المحافظة، وأن إدارة المشروع تعمل حاليا مع الشركة الاستشارية للمشروع "أيكوم" للانتهاء من تحديد الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول لإقرارها وبدء تنفيذها.
من جانبه، أوضح مدير عام مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بجدة المهندس أحمد السليم، أن إدارة المشروع تواصل العمل مع الشركة الاستشارية "أيكوم" لإجراء الدراسات والخطط اللازمة لحماية جدة من السيول، عبر ورش عمل عدة شاركت فيها الجهات الحكومية ذات العلاقة، للاستفادة من آرائها ودراساتها حول هذه الحلول، بهدف تكوين رؤية جماعية موحدة.
خطط الطوارئ
وشدد أمير مكة المكرمة على أن خطة تقسيم جدة إلى أقسام للطوارئ مجهزة من قبل الدفاع المدني والأمانة والشرطة والنقل وكل الجهات ذات العلاقة المسؤولة عن مواجهة الكوارث، هي حل لمواجهة أي أمطار قد تسقط قبيل انتهاء المشاريع.
وأوضح أن هذه الخطة هي عملية إنقاذية، أكثر منها عمليه دائمة, متمنيا أن تتم أعمال تقسيم جدة وإنشاء المراكز حسب التقسيمات أن تكون فاعلة في مواجهة أي أمطار وسيول ونأمل أن تكون المشاريع العاجلة قد انتهت قبل موسم الأمطار وقبل ذلك إرادة الله لن يقف أمامها أي مجهود بشري".
وبين أن المشاريع العاجلة التي يتم تنفيذها حالياً ستصبح جزءا من الحل الدائم لمشاكل السيول والأمطار في جدة ولن يتم إلغاؤها أثناء تنفيذ الحل الدائم، وبين أن معدل حساب كميات الأمطار أخذ وفق أعلى الكميات التي تهطل على مدينة جدة.
الأحياء العشوائية
وتطرق الأمير خالد الفيصل كثيرا في مناسبات متابعته للمشاريع إلى خطط تطوير الأحياء العشوائية في جدة، مشيرا إلى أنه ستتم معالجة وضعها في مشروع سيول جدة، وهي 9 أحياء عشوائية سوف يشملها المشروع خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية وتخطيطها.
ففي الوقت الذي انطلقت فيه على أرض الواقع العام المنصرم أعمال التطوير في أحياء خزام والرويس الشعبية، استمرت الجولات التفقدية لأمير منطقة مكة المكرمة ميدانيا للاطلاع على خطط مشروع تطوير عشوائيات خزام وارويس التي أطلقتها أمانة جدة عبر شركة خزام العقارية، موجها باختزال الجدول الزمني لمراحل تنفيذ المشروع تلبية لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإعطاء الأولوية لمعالجة الأحياء العشوائية في مدن المملكة عامة، وفي مدينة جدة خاصة.
وجاءت مراحل مشروع خزام لتتضمن أربع مراحل تبدأ بمنطقة البلد ثم السبيل ومنطقة قصر خزام ثم النزلة، ويتدرج التنفيذ بإعطاء مهلة كافية للسكان للإخلاء، ثم إزالة المباني القائمة، وإنشاء البنية الأساسية والخدماتية في المناطق الأربع.