جسد مجموعة من الشباب من هواة التصوير مفهوما جديدا لقيم التطوع في مهرجان الزهور بالجبيل من خلال مشروع صغير في مساحته كبير في معناه، إنه استديو الأحلام (فوتو دريمز) وتعتمد فكرة المشروع غير الربحي على تهيئة بيئة تصوير متنوعة المناخ والخلفيات للأطفال والكبار من النساء والرجال على حد سواء، يذهب ريعه لجمعيات النفع العام بالجبيل خاصة والمنطقة الشرقية عامة. المهندسون الأربعة الذين شاركوا في المهرجان على مدى السنوات الأربع الماضية يحظى سجلهم الشرفي بشهادات شكر وخطابات إكبار لدورهم التطوعي في هذا المشروع.
رئيس المجموعة معاذ المهنا قال لـ"الوطن" "الاستديو مختص بخدمة جمعيات النفع العام للأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تصوير مناسباتهم وتوثيقها، وطباعتها مجانا، كما يتولى تصوير حفلات الزواج والمناسبات العامة بعقود معقولة يتفاعل معها المستفيدون من خلال رفع قيمة العقد عندما يتأكدون من ذهابها للجمعيات الخيرية ولله الحمد".
في حين قال عضو المجموعة عادل الراحج المهندس بشركة "ساسرف" إن "دخل الاستديو على الدوام حتى في المشاركات العامة يذهب كله للجمعيات الخيرية حسب الاتفاق مع الجهات المنظمة، حيث يسلم لهم جدول بالدخل اليومي، وميزانية بالإيرادات يتم تسليمها رسميا بخطاب رسمي للجهات المستفيدة والمستهدفة بالخدمة".
أما المتطوع أحمد الزهرني فقال "نضطر للدفع من حساباتنا الشخصية للوفاء بمتطلبات الاستديو بعيدا عن أرباحه التي نذرناها لله والمجتمع.
وأضاف أن "مفاهيم التطوع وخدمة المجتمع متعددة المجالات، ويمكن للشباب من الجنسين البحث عن الجديد منها بلغة العصر، والتفاعل معها بصورة أكثر إيجابية، تجسيدا لمعنى المواطنة، وقيم الانتماء للمجتمع".
رابع أعضاء الفريق المهندس بشركة "شيفرون فليبس الجبيل" مصعب النصار يرى أن رسم الابتسامة على وجوه الفئة المستهدفة بخدمة الاستديو هو أعظم في نفوسهم من المردود المادي. فالمجوعة كلهم موظفون ولديهم دخل شهري ثابت من رواتبهم وليسوا بحاجة لدخل الاستديو الذي أنشئ على أساس التبرع الخيري البحت.
حول هذه المبادرة قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام بالرياض الدكتور عبدالعزيز الغريب إن هؤلاء الشباب يمثلون رأس المال الاجتماعي الذي يجب أن يستثمر بصورة تستهدف تعميق مفاهيم قيم التطوع والمسؤولية الاجتماعية في حياة المجتمع.
وأضاف أن هذه المبادرات تستدعي من الجهات المسؤولة تبني هذه الفلسفة ضمن المناهج الدراسية في مراحل التعليم العام والعالي، بهدف غرس هذه القيم في نفوس الناشئة والشباب".
وأشار إلى أن المجتمع السعودي مجتمع شاب وهذه فرصة مواتية، مناسبة جدا، لعل البذرة اليوم تنجح في تأصيل هذه المفاهيم لتكون جزءا من الذات، ومكوّنا لثقافة المجتمع، والأمر يستوجب إعادة هيكلة خطط واستراتيجيات كافة مؤسسات المجتمع بما يخدم هذا التوجه.