عند بداية ظهور المواهب في عمر مبكر لبعض أفراد مجتمعنا لا يواجه إلا القتل البطيء للموهبة، حيث إنه لا يشجع غالبا إلا بمجرد كلمة ثناء موقتة وتهمل موهبته، ولا يجد الدعم الأولي والمهم من والديه لمحاولة صقل موهبته، حيث إنه يطالب فقط أن يصبح طبيبا أو مهندسا! لا أن يصبح رساما ولا منشدا ولا لاعب كرة قدم ولا غيرها من المواهب. ولو ضربنا مثالا نجد أن عضوا من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة يتعب طوال أيام شبابه في طلب العلم في بلده وخارجها ويسهر الليالي ويعود في منتصف الثلاثين من عمره وتحت مسؤوليته زوجته وعدد من أبنائه ويبدأ حياته بالديون ليوفر لهم المسكن والمعيشة ويكمل حياته في سداد ديونه. بينما في الوجه الآًخر على سبيل المثال لاعب كرة القدم لأنه يتقن مداعبة الكرة بقدمه كسب أشياء كثيرة في عمر مبكرة كالمال والشهرة وحب جمع غفير من الناس وغيرها كثير. ولا ننسى عدم وجود المؤسسات الداعمة للموهبة منذ بدايتها ومحاولة الاستثمار فيها رغم أهميتها وضرورتها في دعم المواهب. فعندما ننظر للغرب نجد تسابقا ومنافسة بين المؤسسات لاحتكار الموهبة وتقديم إغراءات من دعم مادي ومنح دراسية وغيره. وما أجمل أن يجتمع التعليم والاهتمام بالموهبة حيث إنهما مكملان لبعضهما ومفيدان لنهضة مجتمعنا.