في زمن من الأزمان نحن جميعنا بني البشر لا فرق بين كل منا إلا بما يصنعه الإنسان لنفسه، من تعامل وفن في جذب الآخرين نحوه بسبب ما يمتلكه الشخص من مهارات في كل شيء. من احترام وتقدير وإخلاص في كل حياته. فكل تلك القيم تعتبر من فنون التعامل فعندما تكون مستمعا جيدا تعطي الآخرين فرصة البوح بكل ما يدور في خلجات أنفسهم دون أن تقاطعهم أو تنحرف بوجهك وعينيك عنهم. فأنت تتعامل بأمانة وتقدير وعندما تبتسم في وجوه الآخرين تزرع في قلوبهم محبتك وعندما تكون مؤتمنا على أمانة أيا كانت تعيدها في موعدها دون مماطلة أو مراوغة. هذه هي الأمانة وما أدراك ما الأمانة التي قلت في هذا الزمن في كل تصرفات البشر التي وانطلقت صرخات الأنين والألم من كل طفل وشاب ورجل وامرأة أي حضارة ستقوم إذا انعدمت الأمانة. وأي رغد عيش واستقرار سوف يتمتع بهما بنو البشر إذا اندثرت الأمانة أما إذا توفرت الأمانة على مستوى الفرد نام قرير العين وحظي باحترام وتقدير الآخرين وأصبح ملاذ كل قريب وصديق يبث له ما في فكره وكل ما يشتكي منه لأنه يجد الملاذ الأمين الذي يضع فيه كل ما أثقله. وأما على مستوى الجماعة فلو انتشرت الأمانة وشعر المحكوم بأمانة الحاكم وعطفه والتفاتته الصادقة نحوه ونحو كل مواطن وحرصه على أن ينعم برغد العيش والأمن والاستقرار. لعم السلام وانتشرت المحبة بين كل بني البشر فلا مهرب من هذه الدوامة التي يمر بها البشر والعالم في هذا الزمن إلا بالعودة إلى الله والشعور بقدر وقيمة الأمانة التي أوصى بها الله التي تبرأت منها الجبال وحملها الإنسان لتكون واجبا عليه ولكي تكون هي الابن البار لصاحبها.