ما بين المعنى العامي والفصيح، اختير مسمى "خلاص" ليحمل رسالته الهادفة لتخليص المجتمع من آفة المخدرات انطلاقاً من معناه الفصيح، فضلاً عن المعنى العامي الذي يوحي بضرورة التوقف عن إدمانها مع وضع حد لنتائج هذا السلوك الذي لا تحمد عقباه، مع مراجعة النفس لاتخاذ قرار حازم وحاسم من منطلق "خلاص" للاكتفاء بما ألحقته من أضرار على كافة الجوانب الشخصية والأسرية والمجتمعية.
"خلاص" أحد بنود برنامج الأمير محمد بن فهد للوقاية المجتمعية للخلاص من آفة المخدرات من خلال عدة طرق توعوية تضم أكثر من جهة، تتضافر جهودها جميعاً لتخليص مجتمعنا من آفة العصر التي لا زالت ظاهرة تستوجب الكثير من العمل الجاد والملتزم لاقتلاعها من جذورها وضمان عدم تأصلها في المجتمع.
9 بنود
خلاص هو البند الثاني من برنامج الأمير محمد بن فهد للوقاية المجتمعية بالمنطقة الشرقية والذي يتكون من 9 بنود تشمل أولاً كراسي البحث، ومراكز توعوية "خلاص" والبرامج الإعلامية والفعاليات الثقافية والفعاليات الرياضية وفعاليات الملتقيات، والأخيرة تشمل فعاليات رجالية وأخرى نسوية، والبرنامج الوقائي للطلاب والطالبات، وفعاليات التدريب وتطوير القوى العاملة، وفعاليات المحافظات التوعوية.
ورسالة البرنامج تهدف ببساطة للحد من التعاطي والتداول والاتجار بالمخدرات لإيجاد بيئة خالية منها، أما رؤية البرنامج فتسعى إلى نشر القيم الدينية والوطنية والأخلاقية والقانونية وتعزيز الشراكة المجتمعية لمكافحة آفة المخدرات.
انتماء ديني ووطني
وتذهب أهداف البرنامج لترسيخ الانتماء الديني والوطني باعتبار قضية المخدرات قضية دينية ووطنية وإنسانية، كما وضع البرنامج أهدافاً أخرى مثل تعزيز القيم الاجتماعية لدى شرائح المجتمع. وكذلك إقناع المواطنين والمقيمين بخطورة المخدرات وإبعادهم من الوقوع فيها وتوضيح الجزاءات القانونية، وأخيراً تطوير ودعم السياسات الوطنية والإقليمية الخاصة بالوقاية.
واستكمالاً لدورها وضعت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لها مهاماً محددة تعمل عليها، من أبرزها وضع الخطط لضبط مهربي ومروجي ومستعملي المخدرات من خلال الإلمام بطرق الاتجار ومتابعة ذلك بشتى الطرق، رسم الخطط والإشراف على الإجراءات النظامية الخاصة بأساليب المكافحة، التنسيق مع الجهات الحكومية بالداخل والتعريف بأضرار المخدرات بإعداد خطط التوعية في وسائل الإعلام المختلفة.
كما لم يغفل البرنامج وضع تقييم شامل لعمله طوال فترة تطبيقه والتي تستمر لسنتين، حيث يقدم تقريراً سنوياً عند نهاية كل مرحلة يتضمن الإنجازات حسب خطة العمل المعتمدة، مثل قياس استفادة شرائح المجتمع من البرنامج، قياس تجاوب شرائح المجتمع من البرنامج، إحصاءات الموقع الإلكتروني، التوصيات الناتجة عن سلسلة الندوات و المحاضرات وورش العمل التي تمت إقامتها ضمن فعاليات البرنامج.
مركز توعوي
لطالما كان الذهاب إلى مبنى إحدى إدارات مكافحة المخدرات أمراً مزعجاً و مثيراً للحساسية الزائدة لدى المجتمع على خلفية النظرة المريبة لكل من تجره قدماه إلى هناك؛ باعتباره متهماً بشكل تلقائي في نظر الكثيرين، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مراكز توعوية أكثر تطوراً تمنح الخصوصية التي يحتاجها المراجعون والراغبون في اتباع الطرق الصحيحة لتجاوز آفة المخدرات، سواء كان الأمر يخصهم شخصياً أو كان الأمر يتعلق بأحد الأقارب، فهذا شيخ يجر خطواته الحذرة خشية الأعين عند دخول مبنى المكافحة لمعرفة ما حل بابنه المتعاطي، فيما فضّل الأخ أن يلبس نظارة سوداء لمزيد من الغموض على شخصه وهو يراجع قضية أخيه المروّج، فجاء "خلاص" اسماً على مسمى، مركز بتصميم عصري يقصده الجمهور بدلاً من الإدارة العامة للمكافحة باعتباره مبنى خدمة اجتماعي يوفر نفس الخدمات بآلية جديدة ومناسبة تجعل أمر زيارته أكثر قبولاً، لتحقق الهدف الأساسي الذي أنشئت من أجله، المساعدة على منع خطر المخدرات في المجتمع.
مبادرة
يحسب للإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية مبادرتها في برنامجها التوعوي المتضمن لفكرة "خلاص" قبل أن توجه الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في المملكة باعتماد البرنامج في المنطقة الشرقية، وانتظار ما ستسفر عنه نتائج البرنامج عند نهايته لبحث إمكانية تعميمه على مختلف مناطق المملكة، ومن المنتظر أن يعقد في الشهر المقبل في الدمام مؤتمر يضم مسؤولي الأمن الوقائي في المملكة للوقوف على خطة البرنامج وتفاصيله بشكل دقيق.
نريده كاسمه
مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية العميد عبدالله الجميل تحدث عن "خلاص" وما يحويه من تفاصيل مهمة تبرز حجم العمل المنوط به في تخليص المجتمع من آفة المخدرات، حيث قال: نريد لمراكز خلاص أن تكون كاسمها، مخلصة مجتمعنا من هذه الآفة البغيضة، المنطقة الشرقية هي نقطة بداية ويسعدنا أن يخلف البرنامج المزيد من الأصداء الإيجابية بين المجتمع ليعمم على مختلف مناطق المملكة، لأنه جاء ثمرة عمل مشترك ليخرج بأفضل شكل ويحقق المبتغى منه في النهاية."
القضاء على المخدرات
ويعرج الجميل بعد ذلك للحديث عن المراكز المعتمدة حالياً في المنطقة الشرقية، وأضاف "أقيمت الآن 5 مراكز في مناطق الدمام والأحساء وحفر الباطن والجبيل وبقيق، كما ستلحق بها 3 أخرى وهي النعيرية والخفجي وقرية العليا، كما تعلمون مدة البرنامج سنتان، قابلة للتمديد، لدينا أهداف ورؤية ومهام محددة سلفاً لإنجاح البرنامج."
وتابع "نعلم مدى أهمية المجتمع في خطة القضاء على المخدرات ومن هنا كانت فكرة المراكز التوعوية التي تساعد على جذب أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع، فللأسف لا زالت نفس النظرة المتشككة لمبنى مكافحة المخدرات وهو ما يمنع الكثيرين من الاقتراب وطلب المساعدة منا، لدينا مركز مساعدة على مدار الساعة يستقبل مكالمات أولياء الأمور أو غيرهم في التعرف على المتعاطين ومساعدتهم في الإقلاع والتعافي من المخدرات."
ويختم الجميل حديثه معلقاً على ما يشاهده في عمله اليومي بالقول "يجب التصدي للمخدرات في مجتمعنا كظاهرة، و ليس الأمر موكلاً فقط بإدارة مكافحة المخدرات، يجب استيعاب طاقات الشباب المهدرة، لنبعد عنهم أوقات الفراغ، هناك الكثير من الحلول، يجب على الجهات ذات العلاقة أن تؤدي الأدوار المنوطة بها كما يجب، و كما ظهر لنا شاب متعاط، لم لا نخرج من نفس هذا الجسد شاباً إيجابياً يستثمر طاقاته في الاتجاه الصحيح لمنفعته ومنفعة البلد الذي ينتظره، إن نظرة عابرة على الأرقام المهولة التي تسجل في نهاية كل عام لأعداد المتعاطين أو الكميات التي يتم الإمساك بها تفرض علينا المضي بخطى سريعة واثقة للتعامل مع الظاهرة بأفضل الحلول، كما نشدد على الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في ظهور أشخاص متعاطين، وهو دور لا زال مفقوداً لدى البعض ويجب الانتباه له والتركيز عليه كأحد الحلول المساعدة لتلافي المشكلة من الأساس، ونشكر القطاع الخاص على تفاعله في التوعية بأضرار المخدرات وإن كنا نرغب بمزيد من ذلك لدى الجميع لأن الأمر يختص بسلامة المجتمع".
استهداف
• 3800 قضية مخدرات سجلتها المنطقة الشرقية في آخر إحصائية مسجلة من العام 1431، أتهم فيها 5136 شخصاً، منهم 410 أجانب جلّهم متهمون في قضايا ترويج، في أمر يكشف الاستهداف الذي تجده البلد من المروجين القادمين من الخارج ويستدعي مزيداً من المسؤولية لكل فرد في المجتمع.
• تسجيل 33795 قضية مخدرات بكافة فروعها من ترويج وتعاطٍ وتهريب في المملكة، أتهم فيها 43871 شخصاً.
الكميات المصادرة
• 52 مليون حبة كبتاجون.
• 21 طن حشيش.
• 56 كيلو هيروين.
• 6 كيلوات أفيون.
• 373 طن قات.