خرج المشاركون في ندوة "السلفية .. منهج شرعي ومطلب وطني" التي اختتمت أعمالها في الرياض أول من أمس، بموقف تاريخي يدعو لإقصاء المتطرفين عن "منابر المساجد"، وتوحيد جهة الفتوى في القضايا التي تمس أمن المجتمع. يأتي ذلك فيما أيد مشاركون من 16 دولة في الندوة، المملكة في الخطوات التي اتخذتها في حربها ضد الإرهاب، وذلك ضمن 21 توصية خلصت بها الندوة، جاء من أهمها دعوة لإنشاء مركز يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين للدراسات السلفية، يتخذ من الدول الأوروبية والأميركية أو الآسيوية مقرا له. ويرى المشاركون في الندوة ضرورة الانتقاء والاختيار لمن يتولون الدعوة والتوجيه والإرشاد وفق ضوابط معينة تحدد من الجهات المسؤولة، بحيث لا يتولى هذه المنابر إلا من عُرف بالوسطية والاعتدال وسلامة المنهج وصحة المعتقد والبعد عن نزعات الغلو والتطرف، وأن ذلك من أهم أدوات التوجيه والتوعية والإرشاد بهذا المنهج.
مبادرات خادم الحرمين
وبلغ مجموع الأبحاث التي استعرضتها ندوة السلفية المنعقدة في جامعة الإمام 105 أبحاث. وأشادت الندوة بالمبادرات التي تبناها خادم الحرمين الشريفين في التواصل والحوار بين أتباع الديانات والثقافات، ودورها الريادي في تقديم الصورة المثلى عن الإسلام وقيمه، في منهجه الوسطي السلفي الذي تبنته هذه المملكة.
ورأى المشاركون في ندوة السلفية في توصياتهم، أن مظاهر الإرهاب والعنف لا تعبر عن السلفية، مؤيدين ما اتخذته المملكة من إجراءات وأساليب فكرية وأمنية وقضائية في مواجهة التطرف والإرهاب والتكفير والتفجير، واعتبروها خطوات تنهج المنهج الشرعي المبني على رعاية المصالح، وإحقاق العدل والإعذار إلى الله.
وشددت التوصيات على ضرورة العمل على تبني استراتيجية شاملة في نشر المنهج السلفي الحق، وتنقيته مما ألحق به، وذلك عبر تأصيل المنهج السلفي في المقررات الدراسية، والتأكيد على غرس وتنمية الانتماء للوطن على اعتباره مفهوما سلفيا له آثاره الممتدة وقاية وعلاجا، واستخدام تقنيات التعليم في المقررات الدراسية للتحذير من الانحراف عن نهج السلف وانتهاج الغلو والتكفير والخروج على ولاة الأمر، وإصدار عمل موسوعي يتم فيه عرض منهج السلف الصالح بلغة علمية موضوعية شاملة تخاطب شرائح المجتمع كافة، ويتم توفيره بلغات مختلفة تحقيقا للبعد العالمي.
وأكد المشاركون على أهمية المنهج السلفي ووضوحه، وبعده عن الانقسامات والتحزبات المذمومة، وقيامه على أسس واضحة وأصول ظاهرة، وشموليته للدين عقيدة وعبادة وأخلاقاً وسلوكاً على فهم سلف هذه الأمة، كما أوصوا بنشر هذا المنهج وتعميمه بصورته الحقة طلباً للتزكية.
دور مهم للمملكة
وقدر المشاركون عاليا الدور الذي تضطلع به المملكة في تقديم هذا المنهج بصورته الحقيقية، ورؤيته الوسطية التي تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم، وتفي ولا تغدر، وتحقق السلم والأمان، وتحارب الغلو والتطرف والإرهاب ومظاهر العنف وكل مهددات الوحدة الوطنية والسلم العالمي من خلال واقعها المعاش، وتعاطيها مع الأحداث والمتغيرات العالمية.
وأكدت إحدى التوصيات على أهمية استقراء الشبهات التي يوردها معارضو المنهج عبر الخطابات المتنوعة، ثم الرد عليها بالحجة والدليل والبرهان الشرعي والعقلي المقنع، وصياغتها في قالب سهل ميسر بحيث لا تبقى في مستوى النخب والخاصة، ونشر هذه الجهود العلمية على أوسع نطاق حتى يستفيد منها الجميع، ويدركوا بوضوح الأبعاد الحقيقية وراء الهجوم على المنهج.
حماية المجتمع
وأكدت الندوة على تحمُّل المسؤولية الكاملة تجاه حماية المجتمع عمومًا، والشباب خصوصًا من المؤثرات التي تعتمد العاطفة وتنأى بهم نهج السلف وتخلُّ بتلاحم الوطن ووحدته، وتؤثر في تماسكه بمنع كل الصور والتصرفات والسلوكيات، وتوحيد جهة الفتوى في القضايا التي تَمَسّ أَمْنَ المجتمع، وتماسك الأمة، أو تؤدي بها إلى الحرج، أو بمصالحها إلى الضرر.
وأوصت الندوة بالعناية بالشباب، وربطهم بالعلماء الربانيين، وتنشئتهم على حفظ حقوقهم، تحقيقًا لحصانتهم من كل فكر منحرف ومبدأ دخيل ينأى بهم عن نهج السلف، ودعا المشاركون إلى تعزيز دور الجامعات الإسلامية السعودية لقيامها على المنهج السلفي، وذلك بزيادة أعداد المنح من منظومة الدول كوسيلة من وسائل نشر هذا المنهج القويم.
بعض التوصيات
• إنشاء مركز يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين للدراسات السلفية.
• انتقاء لمن يتولون الدعوة والتوجيه والإرشاد.
• تبني استراتيجية شاملة في نشر المنهج السلفي.
• تأيد ما اتخذته المملكة من إجراءات وأساليب فكرية وأمنية وقضائية في مواجهة التطرف والإرهاب.
• إصدار عمل موسوعي يتم فيه عرض منهج السلف الصالح بلغة علمية موضوعية شاملة.
• استخدام تقنيات التعليم في المقررات الدراسية للتحذير من الانحراف عن نهج السلف.
أبرز المشاركين في الندوة
• عبدالرحمن آل محمود "رئس المحاكم الشرعية في قطر سابقا".
• الدكتور أحمد هليل " قاضي القضاة إمام الحضرة الهاشمية".
• أحمد ولد المرابط الشنقيطي "مفتي جمهورية موريتانيا الإسلامية".
• الدكتور محمد الطبطبائي "عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت سابقا.
• الدكتور حافظ عبدالرحمن مدني "مدير جامعة لاهور الإسلامية".
• الدكتور موسى فيديجا "مدير جامعة الفرقان الإسلامية في ساحل العاج".
• الدكتور قاضي الدين محمد "الأمين العام لمجلس الجامعة الإسلامية العالمية في شتاتنج".