رغم الجهود التي تبذلها لجنة مكافحة الباعة الجائلين في جدة، والمكونة من منسوبي الأمانة وأفراد الشرطة والبلدية والجوازات للقضاء على هذه الظاهرة، إلا أن وجود هؤلاء الباعة في بعض الأحياء مازال قائما حتى الآن وفي وضح النهار. وأوضح رئيس بلدية العزيزية الفرعية المهندس معيض المالكي، أن عدد المشاركين في الحملات غير كاف للقضاء على الظاهرة، ولا سيما من الشرطة والجوازات، لافتا إلى أن بعض المواطنين يساهمون في استمرار ظاهرة "الجائلين"، عبر الشراء منهم من دون علم مصدر بضاعتهم. وبين أنه سيلجأ لطريقة أخرى يرى أنها فاعلة في نجاح حملات البلدية، مع عدم إغفال المشاركة الأمنية الفاعلة والتخطيط السليم، وذلك من خلال توجيه مراقبيه إلى العمل على مراقبة هؤلاء الباعة بدلاً من مداهمتهم، والتعرف على مصدر البضائع وأماكن التخزين والمواقع المستهدفة، إضافة إلى أماكن سكنهم.

تعاون الأحياء

وقال إن عددا من عمد الأحياء في نطاق الفرع أبدوا استعدادهم للتعاون معه، كونهم يعملون على محاربة هذه الظاهرة من تلقاء أنفسهم، بعد أن ثبت بمحاضر رسمية خطر هؤلاء الباعة من الناحية الاجتماعية، وذلك عبر تحديد مواقعهم ودهمها وإيقاع العقوبة على المتستر عليهم بفصل التيار الكهربائي عن مواقعهم سواء كانت العمالة نظامية أم مخالفة، وإحالتهم للجوازات لإكمال إجراءات مخالفتهم ومن ثم إعادة التيار لهم. وأضاف أنه يعكف على اقتراح سيتقدم به للمسؤولين بالأمانة، مفاده إحكام الرقابة على حلقة الخضار من خلال إنشاء بوابات للدخول والخروج، بحيث لا تخرج أي بضاعة إلا بفواتير تعود لمحل خضار يحمل رخصة سارية المفعول، وأن يكون العامل على كفالة صاحب المحل، ويملك تفويضا من الغرفة التجارية للشراء نيابة عنه.

نقاط تفتيش

وألمح إلى ضرورة عمل نقاط تفتيش عشوائية من قبل فرع البلدية بمحيط حلقة الخضار لتأكيد الرقابة، وهو ما يعمل عليه الفرع حاليا، حيث يرصد الطرق بنطاق الحلقة وإيقاف المركبات التي تحمل الباعة الجائلين، والذين سرعان ما يلوذون بالفرار تاركين بضاعتهم لمصادرتها، ومعاقبة أصحاب المركبات بحجزها ودفع غرامة مقدارها خمسة آلاف ريال. وأفاد أن أفراد الحملة يتعرضون أحيانا لمقاومة "الجائلين"، مستشهدا بما حدث لأحد المراقبين في بلديته ويدعى بدر عاشور، حيث تعرض لطعنة سكين في يده اليسرى من قبل بائع جائل حاول الفرار بعربته أثناء المداهمة، مبينا أن الحادثة أثبتت بمحاضر رسمية، وقد اطلعت "الوطن" على المحضر وتقرير المستوصف الحكومي. وأشار إلى تعرضهم لنقد لاذع من قبل بعض المواطنين أثناء تنفيذ الحملات، موضحا أنه يلاحظ تعاطفا من قبلهم مع الباعة أثناء تنفيذ الحملات، لافتا إلى أن تلك الخضراوات التي يبيعونها تسبب أضرارا سلبية لمستهلكيها. وكشف عن تسرب أخبار ومواعيد انطلاق الحملات أحيانا، مستشهدا بحادثة أخبر فيها أحد المشرفين على عمليات النظافة من جنسية أجنبية أبناء جلدته عن بدء إحدى الحملات والتي أشرف عليها بنفسه، مؤكدا أنه فوجئ بعدم وجود أي أحد من الباعة بعد أن كان المكان المستهدف يعج بهم قبل ساعة من انطلاق الحملة، مبينا أنه اتضح بعد ذلك أن الخبر تسرب عن طريق استخدام اللاسلكي المخصص للنداءات بين مراقبي الفرع وعمال النظافة، لافتا إلى أنهم توصلوا لذلك المشرف وأنهيت خدماته.

دوريات الجوازات

من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي بجوازات منطقة مكة المكرمة المقدم محمد الحسيني، أن إدارة الجوازات تعمل على تسيير دورياتها لجميع المناطق التي توجد بها عمالة مخالفة لنظام الإقامة، إما عن طريق فرق البحث والتحري التابعة لها، أو عن طريق بلاغات المواطنين على الرقم 992.

وعن ضعف المشاركة من قبل إدارته مع الجهات الأخرى، أكد أنه لا يوجد ضعف في المشاركة، وأنه توضع آلية من خلال الاجتماع بالجهات ذات العلاقة لتفعيل دور اللجنة في العمل الميداني، ووضع خطة مسبقة لكل حدث، وأن إدارته تسيّر عددا من الدوريات وتكثف عدد الأفراد المشاركين بما يتناسب مع الحدث الميداني وبقدر ما تطلب الجهة المعنية.

إلى ذلك أكد الناطق الإعلامي المكلف بشرطة جدة الملازم أول نواف البوق، أن دور الجهات الأمنية تنفيذي مع لجان الأمانة، وأن من يضع الخطط ويمليها هي اللجنة المختصة ممثلة في الأمانة، وأن وجود الشرطة يعد مساندة للجهات المشاركة ومناصفة لها في أداء عملها، وأن تزويد اللجنة بالأفراد ومقدار عددهم يأتي بحسب طلب الجهة المختصة والخطط التي أعدتها، وحسب رصدها للمخالفة في الميدان.