فوجئ المثقفون المشاركون في ملتقاهم الثاني، بمزاحمة "النواعم" لهم في قاعة واحدة، وذلك بعد أن قرر عدد من المثقفات الجلوس في المقاعد الخلفية في قاعة جلسة الفن التشكيلي، في وقت لم تصدر فيه أية ردة فعل من الجهة المنظمة تجاه هذا الأمر. وعلى الرغم من أن اللجنة المنظمة لجأت إلى تغيير مكان الفعالية من القاعة الرئيسية لقاعات جانبية أملا في ملء جنبات القاعة، إلا أن جل الكراسي بقيت "فارغة" معلنة استمرار مسلسل العزوف عن الحضور.

وتحولت جلسة "الفن التشكيلي" بملتقى المثقفين السعوديين إلى سجالات وتحليلات لعوالم الفن التشكيلي، وأسباب فشل جمعيتها ليصل الأمر إلى وصف واقعها بـ"مكانك سر".

وأكد الدكتور صالح الزاير أن أسباب فشل الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في الوسط الفني السعودي تكمن في عدة نقاط منها عدم تحقيق التجربة السعودية سواء على مستوى التشكيل أو غيره من الجمعيات المتخصصة، مبينا أن البعض يرى أن العلة كانت في أهلية مجلس الإدارة المنتخب، وأنهم أرادوها لتحقيق مصالح شخصية، حيث اتهمت مجالس الإدارة أنها أهدرت الميزانيات التي تسلموها دون أن يحققوا أي مكاسب للفنانين، بل إن بعضهم لم يتورع عن اتهام مجلس الإدارة في مصداقيتهم وأمانتهم.

وأضاف الزاير أن الفريق الثاني يرمي باللائمة على الفنانين أنفسهم بأنهم لم يساندوا الجمعية وأنهم اتكاليون ليس لديهم الإحساس بالمسؤولية، وأن الجمعية هي للجميع وأن نشاطها لا ينظم من قبل مجلس الإدارة بل إن من واجب الأعضاء الفنانين أنفسهم طرح المبادرات في إدارة دفة النشاط.

وقال "الفريق الثالث ذهب إلى إلقاء اللائمة على وزارة الثقافة والإعلام لعدم رعايتها للجمعيات، ورصد ميزانية للصرف عليها وتأمين مقرات لها على غرار الجمعيات والنقابات في الدول الأخرى".

من جانبه، وصف الدكتور أحمد فلمبان واقع الفن التشكيلي بالمملكة بأنه "مكانك سر"، وأنه يقف عند حدود الظاهرة بسبب وجود العديد من العوائق التي تعترض مسيرته وتقدمه ووصوله إلى المستوى الذي يميزه عن باقي الفنون العربية والعالمية.

فيما وصفت الدكتورة مها السنان الفنون المعاصرة بأنها "ردة فعل" على الفنون الحديثة في فترة ما بعد الحداثة، مؤكدة أن الاتجاهات الفكرية بالغت في الانفصال عن التقاليد والأشكال المألوفة مما جاء بالفنون المعاصرة لتعيد الارتباطات بالتقاليد والحضارات، مطالبة بحماية حقوق الفنان الفكرية ومراقبة وتنظيم سوق البيع ونشر ثقافة الفن، وتشجيع ثقافة ممارسة الفنون البصرية.