على وقع أغان شعبية من الصحراء المحيطة بالمدينة مثل "لالا يالخيزرانة" و"أنا أحمد الله شيخنا بن عيد" تفاعل الحضور مع ورقة الباحث عبدالرحيم الأحمدي، التي حملت عنوان "الغناء والموسيقى في الفنون الشعبية" قلب خلالها المعادلة المتعارف عليها في دور الفن عند إنسان المنطقة من كونه عاملا للتسلية بقدر ما هو مجال لبث اللوعة والشكوى. فيما حاول الباحث الأنثربولوجي الدكتور سعد الصويان تأصيل مفهوم الفن عامة ودوره في تشكيل حياة وروح إنسان الجزيرة العربية، كما قدم الباحث أحمد الواصل ما يمكن أن يطلق عليه "تحقيبا" فنيا لأطوار وأدوار الحركة الفنية، وطرح نماذج من مناطقها المختلفة وتتبع تسلسلها التاريخي عبر ورقته "الفنون تتحدى الزمن..نحو ذاكرة الغناء السعودي". جاء ذلك في ثالث جلسات ملتقى المثقفين الثاني مساء أول من أمس التي أدارها الدكتور محمد آل زلفة.

وتحدث المشاركون عن أبعاد الألوان الشعبية وأهميتها في حياة الشعوب والحرص على الاحتفاظ بها وتوارثها من جيل إلى آخر عبر العصور واحتفاظ الكثير منها بالثبات رغم قدمها، إلى جانب العقبات التي تواجهها من قبل بعض غير المؤمنين بجدوى الألوان الشعبية. فيما استنكرت الباحثة اعتدال عطيوي تجاهل النساء في الفن إجمالا، وعدم ايراد أمثلة لفنانات وكأنهن لم يسهمن إلى جانب الرجل في هذا المجال.

من جهته، صحح الباحث القويعي فكرة اكتشاف الطار بعد مرحلة الشاعر ابن لعبون، فيما طالبت الدكتورة فاطمة إلياس بضرورة المحافظة على الفن الشعبي، قائلة "نحن في كل يوم نفقد موسيقارا ومبدعا في هذا المجال" مؤكدة أهمية وجود أكاديمية للفنون الشعبية للمحافظة على ما تبقى.