ربما يكون أمام بعثة المراقبة العربية إلى سورية مجرد أيام كي تثبت للمتشككين أنها يمكن أن تكون شاهداً له مصداقية على ما إذا كان الرئيس بشار الأسد قد أوقف قمع المحتجين أم لا. ويقول دبلوماسيون عرب ومحللون في المنطقة إن هؤلاء المراقبين الذين بدؤوا جولاتهم في سورية أول من أمس يمثلون الركيزة الأساسية لخطة السلام العربية التي على دمشق الالتزام بها إذا كانت ترغب في تجنب وجود ذريعة لتدخل دولي أوسع نطاقاً.
وقال مدير مركز بروكينجز الدوحة سلمان شيخ "على بعثة المراقبة أن تثبت مصداقيتها الآن ومسألة تمكنها من دخول المناطق خلال اليومين أو الثلاثة القادمة ستبلغنا ما إذا كانت فعالة بأي شكل من الأشكال". وأضاف "هناك جرعة صحية من التشكك في هذا الصدد فيما يتعلق بما هم قادرون على تحقيقه".
وصرح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأسبوع الماضي بأنه بمجرد وصول المراقبين فبإمكانهم التأكد في فترة لا تزيد عن أسبوع مما إذا كانت سورية تلتزم بخطة تدعو لسحب القوات من المناطق السكنية والإفراج عن السجناء وبدء محادثات مع المعارضة. لكن البعض يقول إن المراقبين ربما يتعرضون للخديعة من السلطات السورية التي من الممكن أن تخلي المدن قبل وصولهم وأن تعيد القوات بمجرد رحيل المراقبين.
وعبر وحيد عبد المجيد وهو خبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة عن خوفه من أن يتحول فريق المراقبة إلى شاهد زور عن عمد، مضيفاً أنه يخشى أن يلقي الفريق باللوم على العنف من الطرفين. وقال إنه لم يعد عند الجامعة العربية أي شيء آخر يمكن أن تطرحه، واتهمها بالتلكؤ ليس دفاعاً عن النظام السوري لكن لتعطيل التدخل الدولي. وهو يرى أن هذا سيحدث في وقت ما.
وقال تامر وهو عامل بناء سوري "لا يمكننا الاعتماد على الجامعة العربية. ليس لنا سوى الله. نحن نتحمل هذا منذ عشرة أشهر وهم مستمرون في إعطاء الحكومة مهلة والآن بعثوا مراقبين أخيراً.. ماذا بعد ذلك؟ مزيد من المهل؟ حتى نموت جميعاً؟"
وذكر ملهم الدروبي من جماعة الإخوان المسلمين، إنهم ينتظرون لمعرفة ما الذي ستفعله البعثة وإنهم يتوقعون أن تتمكن من كتابة تقرير به العديد من الحقائق لأن الحقائق جلية تماماً. واستناداً إلى تقارير من داخل سورية يتوقع الكثير من المحللين أن تكون بعثة المراقبة مقدمة لتصعيد الملف السوري لجهات خارج نطاق الجامعة.