كشفت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض وعضو المكتب التنفيذي للمجلس الدكتورة بسمة قضماني عن قيام الأجهزة الأمنية لنظام دمشق بنقل نحو 40 ألفا من معتقلي "الثورة إلى ثكنة أسكبار العسكرية قرب حلب قبيل وصول بعثة المراقبة العربية لسورية بأيام قليلة". وقالت في حديث لـ"الوطن" أمس "أكدنا على بعثة المراقبة الطلب من نظام بشار الأسد زيارة هذا المقر والتشديد على ذلك الطلب، لأن هدف اللجنة الاطلاع على حقيقة الأوضاع وحماية المدنيين هناك". وذكرت قضماني أنه "لا تتوافر لديها معلومات دقيقة حول وجود سعوديين ضمن المعتقلين الذين تم نقلهم إلى الثكنة".

وقالت قضماني، الباحثة السياسية ومديرة مبادرة الإصلاح العربي إن نظام دمشق "يمارس حيلا على الأرض مع بعثة المراقبة "مستغلا أنها تقع تحت حمايته الأمنية والاستخباراتية". وأضافت "حقيقة لدينا هذه المخاوف التي يمكن أن تؤثر على تقرير بعثة المراقبين العرب"، مشيرة إلى حديث وزير الخارجية السوري وليد المعلم في أول مؤتمر صحفي له في ديسمبر الجاري "بأن المواقع العسكرية أماكن حساسة "لن يسمح بزيارتها". وقالت قضماني إن هناك تحديات عديدة أمام البعثة العربية من ضمنها "التواصل مع النشطاء المحللين والشخصيات الوطنية المساهمة في فضح الأساليب القمعية للنظام، وحمايتهم من التعرض لأي مضايقات أمنية وفقا لقواعد البروتوكول".. وتابعت "سنعطي البعثة الفرصة الكاملة على الأرض لضمان شروط نجاحها ولن نفشلها ميدانيا، وإذا كان هناك من سيفشلها فلن يكون المجلس الوطني بل سيكون نظام دمشق". إلا أنها استدركت "في حال أن التقرير لم يعط انطباعا واقعيا حول الممارسات البشعة وأعمال العنف والقتل التي سيمارسها ضد المدنيين خاصة في حمص وكل المدن السورية التي تعرضت للمجازر، فذاك لن يكون مقبولا لوجود خلل في تقصي الحقائق على الأرض وسنعيد الملف مرة أخرى من جديد إلى جامعة الدول العربية، وسنطلب منها لجنة جديدة ولكن تحت المظلة الدولية، كنوع من الرقابة الأممية على البعثة العربية".

وفي رسالة استيضاحية من عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري حول رسالة رئيس المجلس الوطني برهان غليون حول ضرورة التدخل الدولي في سورية والتي فهمت من قبل بعض الوسائل الإعلامية على أنه "تدخل عسكري" قالت قضماني "تصريحات غليون فهمت بشكل غير صحيح ما قصده هو أهمية وجود نوع من الرقابة الدولية على أعمال بعثة المراقبة العربية حتى لا يكون هناك أي مساس بعمل لجنة تقصي الحقائق السوري"، مشيرة الى أن مكونات المجلس الوطني السوري ترفض فكرة التدخل العسكري في سورية وأن الثورة ستبقى تسير عبر "نضالها السلمي".