لم يبرح الخوف بعد طالبات كلية الأقسام العلمية بأبها، إثر الحريق الذي شهدته الثلاثاء 18 محرم المنصرم، والذي أسفر عن إصابة 29 طالبة، ليتكرر المشهد نفسه أمس في المتوسطة الثامنة والثانوية الخامسة للبنات في أبها مخلفا 18 إصابة.

الحادثان يفتحان كثيرا من التساؤلات حول أوضاع السلامة في المحاضن التعليمية، وآلية إدارة الأزمات، والإجراء المتخذ حيال الحوادث السابقة، إذ أإن الملاحظ أن الجهات المعنية تطوي ملف كل حادثة دون معرفة المتسبب، وعدم إطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق، مما يجعل الفرصة سانحة لتكرار تلك المشاهد المؤلمة.

وأكد أحد أولياء الأمور عبدالله هبيش، أن ابنته نقلت له مشاهد من داخل أروقة المدرسة، تمثلت في شدة هلع الطالبات رغم بساطة الحدث، وحالات التدافع وخروج البعض دون عباءات، مقترحا على الإدارة العامة للتربية والتعليم الاستفادة من مساحة مجاورة للمدرسة من خلال تنظيفها وسفلتتها، وذلك لاستخدامها لحالات الإخلاء وكمرفق ثانوي للمدرسة.

من جهته، بين الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة العقيد محمد العاصمي، أن فرق إنقاذ وإطفاء باشرت الحادث، واتضح أنه عبارة عن تماس كهربائي في مكيف شباكي بمصلى ملحق بمبنى المدرسة تبلغ مساحته 12×7 أمتار مربعة، ونتج عنه حريق محدود تم إخماده من قبل منسوبات المدرسة، فيما تأكدت فرق الدفاع المدني من عدم وجود ما يشكل خطورة على منسوبات المدرسة، فضلا عن إخلاء 585 طالبة و72 معلمة وإدارية، ونقل 12حالة إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

إلى ذلك، اضطر المدير العام للتربية والتعليم في المنطقة جلوي آل كركمان، إلى قطع إحدى الفعاليات التي كان يرعاها، والتوجه إلى مقر المدرسة للاطمئنان على أوضاع منسوباتها، والإجراءات المتخذة لسلامتهن، فيما وجه فرق الصيانة بإجراء صيانة عاجلة بعد انصراف الطالبات والمعلمات، واتخاذ ما يلزم لعدم تكرار ما حدث.

وفي سياق متصل، أوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في منطقة عسير سعيد بن عبدالله النقير، أن المدير العام لصحة المنطقة الدكتور عبدالله الوادعي تابع أمس عملية إسعاف الطالبات، ووجه إدارة الطوارئ بتأمين 13 سيارة إسعاف مجهزة بطواقمها الطبية كافة إلى موقع الحدث، منها ثلاث من القطاع الخاص. وجرى تحويل 6 حالات إلى طوارئ مستشفى أبها العام، و6 حالات إلى طوارئ مستشفى عسير المركزي كن يعانين من هلع وخوف، وتم تقديم الخدمات الطبية لهن، متوقعا خروجهن في وقت قصير.

أما مدير الشؤون الفنية في فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بعسير أحمد إبراهيم، فأكد أن ست فرق تابعة للهيئة باشرت الحادث، وعملت على إسعاف ست حالات كانت تعاني من ضيق بالتنفس في الموقع.

بدوره، بين المتحدث الرسمي لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الشيخ عوض الأسمري، أن فرقا من الهيئة ساندت الجهات المعنية أمس في تسهيل عملية دخولها، وتوفير الحماية لمنسوبات المدرسة، وتأمين الاتصال لبعض الطالبات بأولياء أمورهن من خلال عشرة هواتف متنقلة، لافتا إلى أن التنسيق بين إدارته والجهات ذات العلاقة كافة متواصل ويصب في المصلحة العامة.

من جهة أخرى، تسبب عبث طالبة في متوسطة وثانوية الشط للبنات بمحافظة بيشة أمس، في إخلاء طالبات المدرسة.

وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة العقيد محمد العاصمي، أن طالبة كسرت زجاجة اللوحة الخاصة بجرس الإنذار، مما أدى إلى إطلاقه، فيما عملت منسوبات المدرسة على إخلاء الطالبات إلى الفناء الخارجي دون وقوع إصابات.

وحذر العاصمي، من خطورة العبث بوسائل الإنذار وتجهيزات السلامة خصوصا بالمنشآت التعليمية لما تسببه من حالات هلع وذعر وتدافع بين الطلاب أو الطالبات ما قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.