لم يبرح الخوف بعد طالبات كلية الأقسام العلمية بأبها إثر الحريق الذي شهدته يوم الثلاثاء 18/1/1433هـ وأصيب جراؤه 29 طالبة، ليتكرر المشهد نفسه اليوم (الثلاثاء27/12/2011) في المتوسطة الثامنة والثانوية الخامسة للبنات في أبها مخلفا 18 إصابة.

الحادثان يفتحان العديد من التساؤلات حول أوضاع السلامة في المحاضن التعليمية، وآلية إدارة الأزمات، والإجراء المتخذ حيال الحوادث السابقة، إذ أن الملاحظ أن الجهات المعنية تطوي ملف كل حادثة دون معرفة المتسبب، وما الإجراء المتخذ، وعدم إطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق، مما يجعل الفرصة سانحة لتكرار تلك المشاهد المؤهلة.

ويؤكد أحد أولياء أمور الطالبات عبدالله يحيى هبيش أن ابنته نقلت له مشاهد من داخل أروقة المدرسة تمثلت في شدة هلع الطالبات رغم بساطة الحدث، وحالات التدافع وخروج بعضهن بدون عبايات.

وانتقد هبيش قطع بعض الطالبات لمسافة طويلة للوصول إلى منازل بعض أقاربهن، في ظل غياب تطويق المنطقة، وتخصيص موقع مناسب لتجميعهن، مقترحا على الإدارة العامة للتربية والتعليم الاستفادة من مساحة مجاورة للمدرسة من خلال تنظيفها وسفلتتها، وذلك لاستخدامها لحالات الإخلاء وكمرفق ثانوي للمدرسة.

ويشير ولي أمر إحدى الطالبات علي عسيري أن ابنته أكدت، أن معلمة ضربت نموذجا رائعا للشجاعة عندما قامت مسرعة بانتزاع طفاية الحريق من موقعها المخصص ومن ثم إخماد اللهب في وقت وجيز، باستخدام طفاية الحريق، فيما قامت بتهدئة الطالبات.

وأضاف عسيري أن جهودا بذلت من قبل إدارة ومعلمات المدرسة لتهدئة الوضع، والعمل على إنسيابية إخلاء الطالبات، مشيرا إلى أنه يتعين على الجهات المعنية في الإدارة العامة للتربية والتعليم، والجهات المعنية اتخاذ المزيد من الاحتياطات لتجنيب الطلاب والطالبات تبعات الحرائق المتمثلة في التدافع والهلع.

ويشير الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة العقيد محمد العاصمي، أن فرق إنقاذ وإطفاء باشرت الحادث، واتضح أنه عبارة عن تماس كهربائي في مكيف شباكي بمصلى ملحق بمبنى المدرسة تبلغ مساحته 12×7 م2 ونتج عنه حريق محدود تم إخماده من قبل منسوبات المدرسة، فيما قامت فرق الدفاع المدني بالتأكد من عدم وجود ما يشكل خطورة على منسوبات المدرسة فضلا عن إخلاء 585 طالبة و72 معلمة وإدارية منهن، ونقل 12 حالة إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

واضطر المدير العام للتربية والتعليم في منطقة عسير جلوي بن محمد آل كركمان إلى قطع إحدى الفعاليات التي كان يرعاها، والتوجه إلى مقر المدرسة للاطمئنان على أوضاع منسوباتها، والاجراءات المتخذة لسلامتهن، فيما وجه فرق الصيانة بإجراء صيانة عاجلة بعد انصراف الطالبات والمعلمات، واتخاذ ما يلزم لعدم تكرا رما حدث.

ووأضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في منطقة عسير سعيد بن عبدالله النقير أن المدير العام لصحة المنطقة الدكتور عبد الله بن محمد الوادعي تابع اليوم عملية إسعاف الطالبات، ووجه إدارة الطوارئ بتأمين 13 سيارة إسعاف مجهزة بكافة طواقمها الطبية إلى موقع الحدث منها ثلاث من القطاع الخاص، و جرى تحويل 6 حالات إلى طوارئ مستشفى أبها العام، و 6 حالات إلى طوارئ مستشفى عسير المركزي وكانت تعاني من هلع وخوف، وتم تقديم الخدمات الطبية لهن، متوقعا خروجهن في وقت قصير.

أما مدير الشؤون الفنية في فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بعسير أحمد ابراهيم فأكد أن ست فرق تابعة للهيئة باشرت الحادث، وعملت على إسعاف 6 حالات في موقع الحدث بمعرفة الفرق الطبية، تعاني من ضيق في التنفس.

ويشير المتحدث الرسمي لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة عسير الشيخ عوض الأسمري أن فرقا من الهيئة، ساندت الجهات المعنية في تسهيل عملية دخولها وتوفير الحماية لمنسوبات المدرسة، وتأمين الاتصال لبعض الطالبات بأولياء أمورهن من خلال عشرة هواتف متنقلة، لافتا إلى أن التنسيق بين إدارته وكافة الجهات ذات العلاقة متواصل ويصب في المصلحة العامة.