شنت القوات السورية هجوما عسكريا كبيرا أمس لاستعادة السيطرة على حي بابا عمرو بحمص، قبل وصول المراقبين العرب مساء، فيما تواصلت ردود الفعل حول تفجيري دمشق، حيث دعت منظمة حقوقية لتشكيل لجنة دولية للتحقيق.
وواصلت قوات الأمن عمليات القصف العنيف لمدينتي حمص وحماة، ما أسفر عن مقتل 23 وإصابة العشرات، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ودعا المرصد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى "التدخل الفوري لمنع اقتحام مشفى الحكمة (القريب من حي بابا عمرو) واعتقال الجرحى من داخله".
وقال إنه يخشى أن يلقى هؤلاء الجرحى "مصير العشرات من الذين قتلوا في 20 ديسمبر الجاري في كفر عويد عندما وجهنا مناشدة بالتدخل ولم يتدخل وحصلت المجزرة". كما حث المرصد المراقبين العرب بالتوجه الفوري إلى حي بابا عمرو كي يتوقف القتل المستمر بحق أبناء الشعب السوري، و"لكي يكونوا شهودا على جرائم النظام السوري بحق الإنسانية".
وحسب المرصد، قتل ثلاثة مواطنين في بلدة خطاب بمدينة حماة أحدهم طفل إثر إطلاق الرصاص على تظاهرة أمام أحد المراكز العسكرية في البلدة الذي دخلت إليها آليات عسكرية مدرعة.
من جهة أخرى، دعت المنظمة السورية لحقوق الإنسان "سواسية" إلى ضرورة الاستعانة بلجنة تحقيق دولية لتكون بجانب فريق المراقبين العرب للتحقيق في التفجيرين اللذين وقعا فى منطقة كفر سوسة بدمشق الجمعة الماضي، وأسفرا عن سقوط العديد من القتلى والمصابين.
وأكدت المنظمة فى بيان تلقت "الوطن" نسخة منه، أهمية وجود تلك اللجنة لحصر المسؤولية والوصول للحقيقة. وأشارت إلى أن "الاتهامات الجزافية تقود إلى الفتنة داخل المجتمع خاصة أن المواقف من التفجيرين ما زال غير واضح المعالم، حيث تشكك المعارضة بالحادثتين، متهمة السلطات بتدبيرها مستخدمة فائض الجثث الموجودة لديها من عمليات القمع وخطف المعارضين".
لكن وزير الدفاع اللبناني فايز غصن أكد أمس "أن ما أعلنه منذ أيام عن تسلل عناصر من "القاعدة" إلى سورية لم يكن من قبيل التكهن والتحليل والاستنتاج، إنما نتيجة معلومات توافرت لدينا وارتأينا أنه من المفيد إطلاع الرأي العام عليها، في محاولة للتنبيه إلى خطورتها على لبنان وأمنه واستقراره، ولوضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية". وكان غصن قال قبل أيام أن هناك معلومات تتحدث عن عمليات تحصل على بعض المعابر غير الشرعية مع سورية لا سيما في عرسال (الحدودية مع سورية شرق لبنان) "بحيث يتم تهريب أسلحة ودخول بعض العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة تحت ستار أنهم من المعارضة السورية".
وكان غصن تعرض لحملة تشكيك بما قاله من قبل عدد من نواب كتلة "المستقبل"النيابية.