صحيح أن الدول الغربية لم تتدخل لوقف المجزرة العرقية التي يتعرض لها مسلمو بورما المعروفة باسم ميانمار حالياً، ولكن الصحيح أيضاً أن الدول العربية والإسلامية لم تقم هي الأخرى بأي تحرك دولي فعال! وهو أمر غريب أن نطالب الغرب بوقف الحرب نيابة عنا وننسى حقيقة مهمة وهي أن الوازع الأخلاقي للسياسة الدولية أمر نسبي وتحركه المصالح. وبالتالي يغيب دور دول الاتحاد الأوروبي وأميركا في إنقاذ مسلمي ميانمار ليبحث عن مكان آخر في المنطقة العربية حيث تكمن منفعة الثروات واستراتيجية المكان.
الآن تقع المسؤولية كاملة على الدول الإسلامية لحماية أرواح مسلمي بورما بعدة وسائل منها التفاوض المباشر مع حكومة ميانمار وتشكيل ضغط سياسي من دول جنوب شرق آسيا التي ترتبط بعلاقات تجارية مع العالم العربي خاصة اليابان والهند. ثم الذهاب إلى مجلس الأمن لعرض مصير شعب تتراوح أعداده بين 15/10 مليون نسمة وتحميل المجتمع الدولي المسؤولية تجاه حرب الإبادة العرقية التي يتعرض لها. ويأتي دورالإعلام في المقام الأول على المستوى الآسيوي والأوروبي ليحرك الرأي العام على مجلس الأمن.
رغم هذه المأساة وفداحة الجرم، إلا أن ذلك يشكل فرصة مناسبة لعرض قضية شعب بورما على العالم. وهو شعب مسلم متجذر من أصول عربية وهندية يتعرض منذ أن وطأت قدمه بلاد البورما وولاية أراكان قبل ألف ومائة عام إلى أشد أنواع التنكيل وهو مهدد بحرب استئصال عرقي. فعلى الدول الإسلامية أن تستغل الزخم الذي تقوده الدول الكبرى للتدخل في سوريا كما فعلت في ليبيا، لتلفت انتباه العالم إلى قضية شعب آخر يعاني من نفس المعاناة في ظل تعتيم إعلامي استغلته حكومة ميانمار معلنة بكل صلف أن مسلمي بورما (الروهنجا) لا أرض لهم.