أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان لـ"الوطن" أن الآثار في المملكة هي ملك للدولة وثروة وطنية غير مستباحة وتحظى بحماية النظام وعناية المواطنين وأنه ليس هناك عدد محدد من الآثار ترغب الهيئة في استعادته لأن خروج تلك القطع كان عن طريق بعض الرحالة الذين جابوا الجزيرة العربية منذ عشرات السنين، كما خرجت قطع مع الذين كانوا يعملون في المكان من الذين لديهم معرفة وحس بقيمة الآثار وعرفوا الآن بوجود برامج استعادة القطع وأنه من الأولى إعادة القطع إلى موطنها، وهم يستجيبون جيدا لجهود الهيئة وجهود شركة أرامكو بالإعادة الطوعية لما لديهم من قطع أثرية.
وقال الأمير سلطان بن سلمان في تصريح صحفي مساء أول من أمس عقب توقيع الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركة أرامكو السعودية في محافظة ينبع، مذكرة تعاون لاستعادة الآثار الوطنية التي خرجت من المملكة بطرق غير مشروعة إن الهيئة تثمن كثيرا كل هذه الجهود والمبادرات معبرا عن تقديره العميق لقدامى العاملين في شركة أرامكو أو غيرها من الشركات وجهات أخرى لمبادرتهم بالتواصل مع الهيئة وتسليم ما لديهم من قطع أثرية مما يعكس حسهم الحضاري وثقافتهم العالية. وأكد الأمير سلطان أن توقيع هذه الاتفاقية يأتي تزامنا مع التحضير لملتقى الآثار الوطنية المستعادة الذي سيقام هذا العام برعاية كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين بالتزامن مع مهرجان الجنادرية.
وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن هذه الاتفاقية تأتي أيضا في إطار جهود الهيئة في مجال استعادة الآثار الوطنية، منوها إلى إطلاق الهيئة حملة لاستعادة الآثار الوطنية الأسبوع الماضي بهدف رفع الوعي بأهمية إعادة وتقديم الآثار الوطنية الموجودة لدى المواطنين ولدى من حصلوا أو عثروا عليها من غير السعوديين وخرجوا بها إلى بلدانهم.
وأوضح الأمير سلطان أنه وفقا للاتفاقية ستعمل أرامكو لاستعادة الآثار المنقولة إلى الخارج من قدامى موظفيها بالتنسيق مع الهيئة التي تسجل الآثار المستعادة في سجل الآثار الوطنية ومن ثم إعارتها لأرامكو لعرضها في متاحفها.
وكانت الاتفاقية قد وقعت بحضور رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز وأمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز وعرضت الهيئة العامة للسياحة والآثار مشروع تطوير المركز التاريخي بمدينة ينبع وربطه بالواجهة البحرية للمدينة، وعرض المراحل التي قطعها المشروع في تأهيل المنطقة التاريخية، قدمه المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة المدينة المنورة الدكتور يوسف المزيني، الذي أوضح أن العمل على ترميم بيت الخطيب وتحويله إلى متحف تراثي سيتم خلال الأسبوعين المقبلين.
فيما أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن مشروع تطوير المركز التاريخي بمدينة ينبع يعكس توجه الدولة للاهتمام بالتراث العمراني وإعادة تأهيله والاستفادة منه ثقافيا واقتصاديا، مشيرا إلى أهمية مواقع التراث العمراني في التعريف بالبعد الحضاري للمملكة.
وشدد الأمير سلطان على أن الشباب يقرؤون تاريخ بلادهم في الكتب ويعيشون واقعا افتراضيا من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، ونحن نريد إخراجها من بطون الكتب من خلال تأهيل المواقع التراثية لتصبح تجربة معاشة يستشعر من خلالها الأجيال وتاريخ وحدتهم الوطنية.
وقال الأمير سلطان بن سلمان "ينبع التاريخية هي من أجمل المدن على ساحل البحر الأحمر، ومدينة لها أهميتها التاريخية والتراثية، والآن نعمل من جديد ونتكاتف لإنقاذ هذه التحفة التراثية لتعود إن شاء الله إلى وضعها الطبيعي من خلال استعادة هذه المباني التراثية والعمرانية الجميلة لتكون منطقة جذب سياحي.
ويهدف مشروع تطوير المركز التاريخي بمدينة ينبع وربطه بالواجهة البحرية للمدينة، إلى إيجاد تكامل في المنتج السياحي يجمع بين التراث المعماري الأصيل للمنطقة.