لم يكن حصول ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز على وسام الأبوة إلا تعبيراً عن سنين طويلة من العطاء الأبوي ليس للأطفال المحتاجين في كل مكان فحسب، بل للإنسانية والسلام على وجه العموم.
فمرسوم ملكي واحد لخادم الحرمين ضمن لجميع الأطفال داخل المملكة سرعة وجودة الخدمة العلاجية تحت أي ظرف. إذ يلزم المرسوم الجهات الصحية التعامل مع الطفل بشكل خاص وسرعة علاجه وسرعة إنهاء إجراءات انتقاله وتحويله بين المستشفيات حسب حاجته الصحية.
وتعمل حالياً الجهات الصحية على تنفيذ المرسوم الملكي تبعا لحالات الأطفال المرضية التي تستقبلها، فتلتزم بوابات الطوارئ والمستشفيات بشكل عام بحالات الطفل على وجه خاص، وذلك بإسعاف أي حالة طفل في بوابات الطوارئ لدى جميع المستشفيات الحكومية والتخصصية بصرف النظر عن جنسيته، كما يلزم التعميم المستشفيات باستقبال أي طفل مريض، تم تحويله من مستشفى خاص لم يتوفر به العلاج اللازم حتى لو لم تصل حالته إلى المرحلة الحرجة.
و تقول مستشارة مجلس الشورى استشارية أمراض الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة نهاد الجشي لـ"الوطن": هناك تعاميم تنص على التحويل الآلي لأي حالة مرضية لأي طفل لا تتوفر علاجها في المستشفيات الخاصة إلى المستشفيات التخصصية بالمملكة، مضيفة أن اهتمام الملك الشامل بالرعاية الصحية تجلى في إصدار تعميم باستقبال أي حالة طفل إسعافية تصل إلى أقسام الطوارئ بالمستشفيات بغض النظر عن جنسيته.
وأضافت الدكتورة الجشي أن من اهتمام الملك بالطفل تأسس أول مستشفى تخصصي للأطفال في عهده، وتبنى الملك عبدالله فصل التوائم السياميين، حتى وصل عدد الحالات إلى 29 حالة وهي من أكثر العمليات صعوبة وتكلفة.
وقالت الدكتورة الجشي: إن الملك عبدالله رعى برامج المعاقين ورفع الدعم المالي للمعاق إلى ما يزيد على 2% الأمر الذي ساعد أولياء الأمور في منح العناية بشكل أكبر لأبنائهم المعاقين، وتوفير أسباب تأهيلهم في برامج تأهيلية.
وتابعت الجشي "عضوة برنامج الأمان الأسري الوطني": ومن بين مظاهر اهتمام الملك بالطفولة احتضانه لبرامج الحقوقية واللجان الاجتماعية التي ترعى الطفل وتحتضنه، حيث وصل عدد مراكز لجان الحماية الأسرية وحماية الطفل من العنف 40 مركزاً في أنحاء المملكة. ،كما تصب تلك العناية أيضا بشكل غير مباشر في جهات أخرى كتأسيس هيئة حقوق الإنسان النسائية التي تتجه بدورها بشكل غير مباشر لرعاية الطفل كونه فردا من الأسرة يتأثر بها. كما نشطت برامج مكافحة الأمية ودعم القروض الإنمائية وتسهيل الأمور المتعلقة باللجنة الوطنية للطفولة برعايتها و إنشاء برنامج الأمان الأسري الوطني الذي يهتم بحماية الأسرة والطفل من العنف والذي أعطى نتائج إيجابية وملموسة.
وعلى المستوى العالمي قالت الدكتورة الجشي: إن إغاثة الملك الطبية لأطفال باكستان والسودان وفلسطين واحدة من اهتمامه بالدور الأبوي عالميا. وأضافت الجشي أن الملك عبدالله أب بمشاعره التي يبعثها كرسالة إلى قلوب الأطفال، كما حدث حينما منحته دولة بولندا جائزتها الأخيرة التي أهداها إلى الأطفال في بولندا الأمر الذي ترك بصمة أبوية حانية على أطفال ذلك البلد.