أبدى عدد من معلمي ومعلمات مدارس محافظة القنفذة استياءهم من مشاكل النقل من مبنى إلى آخر على الرغم من أن الفصل الدراسي الأول أوشك على الانتهاء مما قد يعرض الطلاب للخطر- لا قدر الله- نتيجة ضم العديد من المدارس في مبان مشتركة، واستخدام الممرات ومخارج الطوائ كمخازن، إضافة إلى نقص التجهيزات المدرسية بالمدارس، وإفتراش المعلمات لأرضية المدارس وقيامهن بتأثيثها على حسابهن الخاص.
وتشير إحدى معلمات مدرسة تحفيظ أحد بني زيد إلى أنهن استبشرن خلال الأسابيع الماضية باستلام الإدارة لمشروع تعليمي نموذجي لهن، وفصلهن عن مجمع أحد بني زيد، الذي يضم خمس مدارس في مبنى واحد. وقالت: رغم أن أنظمة الوزارة تقضي بأن يتكفل المقاول بتجهيز المبنى تجهيزا كاملا قبل تسليمه، إلا أنهن فوجئن بأن الكثير من غرف المبنى لم تجهز، وأن غرفة المعلمات دون مكاتب، وعندما أخبرن الإدارة بذلك طالبتهن بتقسيم مكاتب المجمع السابق بين المدارس، التي يضمها المجمع والانتقال بمخصصهم مع أنه عهدة لتلك المدارس.
وأضافت المعلمة: تقدمنا بشكوى لمدير التربية والتعليم فوجه بالتحقيق فيها، ولكن أمام تأخر الإدارة اضطررنا لشراء فرش على حسابنا الخاص لنجلس عليه بانتظار توفير المكاتب، كما أن المبنى حدثت به تماسات كهربائية، وأشعرن الإدارة بذلك، إضافة لوجود تشققات في المبنى الحديث.
وتشاركها الرأي إحدى المعلمات بالمجمع، مبينة أن وجود مجموعة من المدارس بمبنى واحد يمثل عبئا كبيرا على منسوبي المدرسة، فلكل مرحلة عمرية احتياجات خاصة، كما أنه يصعب الجمع بين الطالبات خاصة أثناء الفسح والانصراف والإفطار والطابور والصلاة، بل إنه نتيجة لذلك تلجأ بعض المدارس للاستغناء عن بعض الغرف التعليمية كالمكتبة ومصادر التعلم والحاسب والمختبرات والفنية والاستفادة منها كفصول.
إلى ذلك، أوضح محمد الجدعاني أن مجمع ابن القيم للبنين بعاجة يضم 5 مدارس، ومؤخرا انفصلت عنه إحدى المدارس، ليصبح عددها أربع مدارس في مبنى واحد بمديرين و3 وكلاء. وأضاف أن المدرسة عالجت هذا التكدس بعمل سياج حديدي بين المراحل، إلا أنه حرصا على سلامة الطلاب فقد زارت لجنة من الدفاع المدني المدرسة، وألزمتنا بإزالة السياج وخاطبت إدارة التربية والتعليم بذلك، وبالفعل تمت إزالته إلا أنه يصعب علينا حاليا تنظيم الطلاب. كما أن الإدارة وعدت منذ سنوات طويلة بإنشاء مبان منفصلة، وتبرع الأهالي بالأراضي إلا أنها لم تبادر بالتنفيذ.
ويناشد حسن الشريف وزارة التربية والتعليم بتقييم وضع مدارس محافظة القنفذة حاليا، وأخذ آراء الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم والمعلمين والمعلمات، وتبني آلية شاملة لتحسين وضعها تضمن الرقي بالعملية التعليمية، وتحقيق الراحة النفسية للطلاب والطالبات ومعلميهم بدلا من الحلول المؤقتة في ظل الدعم اللامحدود من الدولة والكفيل بإزالة أية عقبات تعترض التعليم.
"الوطن" أجرت اتصالا بمدير الدفاع المدني بالقنفذة المكلف النقيب مصلح العلياني فأوضح أنه تم تسجيل بعض الملاحظات على المدارس ومخاطبة الإدارة بذلك وتزويدها ببنود السلامة. وقال إن الملاحظات شملت التخزين في مخارج الطوارئ وإغلاقها وعمل شبوك، مضيفا أن المدارس الحكومية ليست تحت إشراف الدفاع المدني، فهي خاضعة للتشغيل والصيانة لإدارة التربية.
من جهته، أوضح مساعد مدير التربية والتعليم للشؤون المدرسية بالقنفذة محمد الشاعري، أن لدى الإدارة فرق صيانة ذاتية تغطي جميع القطاعات وتجري صيانة دورية وأخرى فورية من خلال زياراتها للمدارس.
وبالنسبة لنقص الأثاث في تحفيظ أحد بني زيد الجديد، قال: لا يوجد أي نقص فالمدرسة ليست جديدة وإنما قديمة، وكانت ملحقة بمجمع وتنتقل بأثاثها ولا يوجد أي نقص فقد تم تأثيثها بما هو سابق وما هو جديد، ولدينا ما يؤكد ذلك، وتبقى أشياء بسيطة تمثل زيادات، وسيتم إرسالها عند وصول الأثاث الجديد مع الميزانية. أما عن مشاكل الكهرباء والصيانة، فقد أكد أن المبنى جديد وهو تحت عهدة المقاول، وعند وصول أي ملاحظة لنا سيباشرها المختصون على الفور.