"أنا فداء لهم"، بهذه العبارة عبر وزيرالدولة، عضو مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، عن فخره واعتزازه برجال الحرس الوطني، عقب اختتام تمرين "ولاء وفداء 2" الميداني في منطقة شدقم ظهر أمس.

وأكد الأمير متعب بن عبدالله، خلال المؤتمرالصحفي الذي تلا التمرين، دعم القيادة الرشيدة للحرس الوطني. وقال "إن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يوليان كامل اهتمامهما للحرس الوطني بشكل جدي جدا، ونحن نسعى في قيادتنا أن نوفر كامل الإمكانيات من أسلحة من الدرجة الأولى، وكامل سبل الراحة للجنود الأكفاء، وما شاهدته اليوم من تمرين وتدريب لكافة الجنود والفرق، لهو مدعاة للمفخرة، وأنا فداء لهؤلاء الجنود الأوفياء".

وأضاف أن ما يهمنا في الأول والأخير أن تكون الروح المعنوية لدى زملائنا الجنود البواسل في ارتفاع وحيوية وحب للوطن، وهو ما وجدناه اليوم في التمرين، حيث كانت معنويات الجميع عالية جدا جدا ولله الحمد، حيث أدى الجنود البواسل عمليات التمرين بحذافيرها وبكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهذ ما يدل على أن منسوبي الحرس الوطني من ضباط وأفراد وصلوا إلى مستوى عالٍ من الكفاءة والاقتدار، حيث استطاعوا أن يجعلوا تطبيق التمرين كالآلة الخفيفة في أيديهم.

وعن موضوع تداخل الدفاع الجوي مع الحرس الوطني، قال إن هذا التمرين مغاير لكل التمارين السابقة، ولا شك أن خادم الحرمين الشريفين دعمنا بشكل كبير في موضوع طائرات "الهليوكبتر" وطائرات الحرس الوطني، مشيراً إلى الدعم كذلك بعدد كبير من الطائرات في القريب العاجل.

تعزيز القدرات القتالية

وكانت منطقة شدقم البرية التي تبعد حوالي 170 كيلومتراً عن محافظة الأحساء، شهدت أمس اختتام تمرين "ولاء وفداء2"، الذي نفذ على مستوى الحرس الوطني، وشارك فيه عدد من وحدات الحرس الوطني في جميع مناطق المملكة، إضافة إلى القوات المسلحة والدفاع الجوي. ويهدف التمرين إلى تعزيز القدرات القتالية ومهارات القيادة والاتصال على جميع المستويات والعمليات المساندة من خلال مركز قيادة شامل.

وباشتباك بالدبابات بين طرفين في الساعة العاشرة صباح أمس، بدأ أفراد الحرس الوطني تمرينهم، حيث تدخلت تلك الآليات - وفقاً لخطة التمرين المطبقة - لتخليص موقع احتله جنود عدو وهمي، حيث تبادل الطرفان إطلاق النيران، وتصاعدت أعمدة الدخان والغبار.

مشاركة فرق الطيران

وكغطاء جوي لمساندة التحركات الأرضية، شهدت السماء صولات وجولات لفرق الطيران، ليختتم التمرين في حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً. وقد تواجدت فرق من الإخلاء الطبي، وفرق من الاتصالات، لتسهيل عمليات التواصل بين مراكز القيادة والأفراد وقائدي الآليات في ميدان التمرين.

وبعد الانتهاء من التمرين، والتوقف لأداء صلاة الظهر، كرم الأمير متعب المشاركين واستمع إلى قصيدتين قدمهما شاعران من منسوبي الحرس الوطني، ضمن فقرة من فقرات حفل التكريم، تلا ذلك الانتقال من موقع التمرين في شدقم إلى قرية الرحي "شرق محافظة الأحساء" لافتتاح مستشفى ميداني متنقل للإخلاء الطبي للحرس الوطني، تجول فيه الأمير متعب ثم عقد مؤتمراً صحفياً عقب ذلك.

نجاح التمرين

وفي تصريح خاص لـ"الوطن"، قال رئيس هيئة العمليات بالحرس الوطني اللواء ركن عبدالرحمن العجاج، عقب انتهاء التمرين أمس، إن التمرين كان على مستوى عالٍ من الاحترافية والخطط المنفذة وأوامر القيادات، حيث طبق بطريقة حديثة، وكان من أهم أهدافه تفعيل القدرات والخطط والأعمال القتالية وتطويرها، وتقييم مهارات القادة والأركان في مجالات التخطيط والقيادة والسيطرة، واختبار ورفع جاهزية الوحدات المساندة في مجال الاتصالات والإمداد والتموين وتطويرإجراءات العمل المستديمة، والتدريب على عملية صنع القرارالعسكري، وتطبيق عمليات الإمداد والتموين، والتعامل مع الأحداث المخططة والطارئة، ورفع الجاهزية والوصول بها إلى قوة مناورة فعالة في جميع الظروف المناخية والبيئية. وأكد العجاج أن التمرين حقق الأهداف التي خطط لها بنجاح، مشيرا إلى أنه يأتي في سياق التحضير للتمرين الميداني الشامل على مستوى الحرس الوطني.

وحول مشاركة الطيران في التمرين، قال اللواء العجاج، إن مشاركة الطيران زادت من فعالية التمرين، حيث مكنت المشاركين من التدرب على الطرق الحديثة بوجود "قوة النيران". وقد دعمت الطائرات القوات الأرضية، علاوة على دورها في عمليات الإخلاء السريع في حالات الإصابات.

ومن "الحظيرة" إلى "الفصيل" إلى "السرية" ثم "الكتيبة" ومنها إلى "اللواء" كانت قوات الحرس الوطني تجري تمارينها - بحسب اللواء العجاج - لتتوج تلك التمارين بتمرين ميداني على مستوى الحرس الوطني تدمج فيه وتمارس الأعمال الميدانية التي نفذت في تمرين "ولاء وفداء 2" بمنطقة شدقم.