لم ينل قصر الملك عبد العزيز التاريخي وأحد المعالم التاريخية والحضارية بمركز قبة بمنطقة القصيم نصيبه من الاهتمام كبقية القصور الأثرية التي حازت اهتماماً كبيراً من خلال الترميم والاهتمام بمقتنياتها حتى باتت معالم حضارية وشواهد تاريخية تستقطب العديد من الزوار وعشاق التراث.
وظل قصر الملك عبدالعزيز التاريخي وسط قبة بالقرب من مركز إمارتها يصارع من أجل البقاء أكثر من 80 عاماً، على الرغم من عوامل التعرية التي أدت إلى سقوط بعض أجزاء السور الخارجي للقصر وكذلك الغرف الداخلية، وطالب أهالي المركز الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلةً في جهازها بالمنطقة بالتدخل السريع وإعادة ترميم القصر وتأهيل أثاثه ومقتنياته التي يضمها ويحتويها في حرمه الداخلي.
ويقول محمد بن نايف من سكان مركز قبة وأحد المهتمين بالأماكن التاريخية إن قصر الملك عبدالعزيز التاريخي يعد من القصور التاريخية المهمة لأهالي المركز باعتباره شاهداً على تاريخها وذا بعد حضاري، إلا أن عدم الاهتمام به جعله عرضة لعوامل التعرية التي قد تؤدي في المستقبل إلى سقوطه بالكامل واندثار معالمه، إن لم يكن هناك تدخل سريع من قبل جهاز السياحة بالمنطقة والوقوف عليه ومعاينته على أرض الواقع وتدارك ما تبقى منه.
وأضاف أن إعادة بناء القصر سيجعل منه مكاناً لزوار أهالي قبة ومن خارجها، ومكاناً لإقامة المهرجانات والفعاليات لما يحتويه القصر من معالم تاريخية ومقنيات أثرية، مبيناً أن القصر لا يوجد به إلا باب واحد يدخل من خلاله الزوار ولا يتجاوز عرضه المتر إلى جانب إغلاق إحدى البوابات الرئيسية للقصر.
وأشار نايف إلى أن بلدية المركز أنشأت متنزها عائليا لا تفصله عن القصر إلا عدة أمتار، ولكنّ تهالك المبنى جعل الأهالي يتحاشون الاقتراب منه خشية سقوطه عليهم وإلحاق الضرر بأطفالهم.
وعن محتوياته، أوضح المشرف على القصر مسلم المسعد لـ"الوطن" أن القصر يحيط به سور خارجي بارتفاع عال، وأنه يحتوي على عدد من السيارات القديمة من نوع فورد، وسيارتين من نوع صهريج لنقل المياه، إضافة إلى غرف تشمل المجلس الرئيسي للقصر وغرفة للسجن وأخرى لموظف البريد في السابق، وبئر مياه لسقيا القصر، مضيفا أن الزوّار دائماً يقصدون القصر من خارج المركز؛ للاطلاع على معالمه وما يحتويه من آثار قديمة.
من جانبه، أوضح المدير التفيذي لجهاز السياحة بمنطقة القصيم الدكتور جاسر الحربش أن قصر الملك عبدالعزيز التاريخي بقبة من المواقع الرئيسية المعتمدة في استراتيجية التنمية السياحية بالمنطقة، مشيراً إلى أنه يستحق المزيد من التطوير والحماية والتسويق مثل ما قامت به الهيئة في مواقع مشابهة بالمنطقة من خلال توزيع الأدوار على شركاء أهمهم مركز الإمارة بقبة، وكذلك البلدية والمجتمع المحلي، مؤكداً أنه سيزور القصر للاطلاع على متطلباته على أرض الواقع خلال الأيام المقبلة.