يقول الشيخ سليمان الجبيلان إن المواطن المصري يكابد مشقة العيش والحياة، ومع ذلك حينما يتناول طعاما يسيرا تجده يشعر بالسعادة.. وحينما تسأله عن حالته يرد عليك:" رضا يا عم"!
ولقد صدق الشيخ، فالمواطن المصري هو أحد الاستثناءات الفريدة في العالم.. لا تفارقه الابتسامة ولا النكتة في أحلك الظروف وأشدها قسوة.. حتى أيام الثورة المصرية كانت النكتة حاضرة في ميدان التحرير.. ينظرون نحو المستقبل لكنهم متكيفون مع واقعهم ويستمتعون به لحظة لحظة.. يسعى الإنسان نحو الأفضل، لكنه لا يغفل اللحظة الراهنة.. يسعى نحو التغيير، لكنه لا يتجاهل يومه.. العمر هو الشيء الوحيد الذي إن ذهب لا يعود حتى في الأحلام!
نحن هنا تجاوزنا الشعب المصري في استحضار النكتة، وصناعتها، وتصديرها أيضاً.. بل إنني لا أعتقد أن شعبا عربيا آخر ـ باستثناء الشعب المصري ـ يتفوق على الشعب السعودي في صناعة النكتة.. لكن ذلك كله ـ يا للعجب ـ لا تجده إلا في العالم الافتراضي.. بواسطة شبكة الإنترنت والهواتف المحمولة.. لا شيء على الأرض إلا ما ندر!
تجد كثيراً من الناس عابسين طيلة يومهم.. في الشارع.. عند إشارات المرور.. في العمل.. في الحفلات العامة.. في الاجتماعات.. في المجمعات.. جوارك في الطائرة.. في المطعم.. لا يتحدثون إليك ولا يلقون إليك السلام.. بالكاد يتحملون النظر في وجوه بعضهم.. لكنهم يقهقهون بصوت عال في شبكات الإنترنت!
أناس عابسون على مدار اللحظة.. ومع ذلك يصنعون النكتة ويساهمون في توزيعها بين الناس.. حالة غريبة.. أليس كذلك؟!