هل حدث أن ارتد أحد في عهده صلى الله عليه وسلم؟ نعم حدث.. هل حدث أن تنصر أحد في صدر الإسلام؟ نعم وفي عهد عمر بن الخطاب أحد أزهى عصور الإسلام.

لكن في معظم تلك الحوادث كانت هناك أسباب دنيوية خلفها، ولم تكن المسألة مسألة اقتناع، بل هرباً من حكم الإسلام الذي كان سيُقام عليهم نتيجة جرائم ارتكبوها.

تماماً مثل مذيع تلك القناة التبشيرية الذي ظهر في مقطع "يوتيوبي" ومعه فتاة يقال إنها فتاة سعودية تنصرت، فهذا المذيع "حرامي" شهير سرق من بلاده كومة مال وهرب بها إلى أميركا، فوجد أن أفضل طريقة لحمايته هو ادعاء التنصر واللجوء إلى الكنيسة ورجالها!!

عموماً، سواء كانت قصة الفتاة وما جرى لها حقيقة أم خدعة فنحن نلاحظ في الفترة الحالية كثيراً من الأفكار التي أصبح يعتنقها الشباب ويفجعوننا بها بين الحين والآخر عبر "تويتر" و"فيس بوك"، وفي رأيي الخاص أن ذلك مرده عدم التحصين بالتعليم في الدرجة الأولى، وبخاصة بعض المناهج التي لم يطرأ عليها تطوير سوى في الشكل الخارجي، ونزع مواد منها.

ولو تفحصت هذه المناهج ستجد أن باب السحر والتمائم... إلخ هو المسيطر على التوحيد، وباب الزنى والمعاملات "التجارية خاصة" هو المسيطر على الفقه!!

ولو تحدثت عن التطوير والارتقاء لاتهموك بالعمالة وكفروك وانتهى أمرك، فيصمت كثيرون لأجل هذا.

أضف إلى ذلك أنه من الصعب - وخصوصاً في نظر الشباب - التفريق بين المبدأ ومن يتحدث باسمه؛ وذلك ربما بسبب تعليمنا وتربيتنا، فقد تأثر تفكيرنا في كل شيء؛ لذا عندما تفقد الثقة في شخص ما فإنك تفقد الثقة في الفكرة التي يدعو لها.

ولو تابعتم الإعلام والإنترنت ستجدون أن لا أحد سلِم من تتبع خطئه والتشهير به، بل حتى اختلاق أكذوبة لتحقيره وتعريته والاستهزاء والسخرية بما يقدمه، وقصة قتل "ميكي ماوس" أنموذج لذلك، لينتهي الأمر بسقوط القدوات في أعين الشباب بسبب عبارة حق لكنها غير واقعية، وخصوصاً في زماننا هذا، وهي أن يكون قدوتك الوحيد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الإنسان بطبعه يحتاج في طريقه إلى من يشد عزمه ويقول له: أنا جربت هذا الطريق ونجحت؛ فيقلده ويقتدي به.

وعندما يفقد الشباب التحصين في المدرسة والقدوة خارجها، فماذا نتوقع غير ما نراه الآن ويستفزنا فنشجب ونستنكر؟! وننسى أن نركز على المشكلة وحلها.