أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس، عن تورط 362 شخصا بتجارة المخدرات، بينهم 3 إيرانيين، تم إلقاء القبض عليهم خلال الشهرين الماضيين.
وهذه هي المرة الأولى خلال هذا العام، التي يعلن فيها عن تورط أشخاص من الجنسية الإيرانية في تجارة المخدرات داخل المملكة.
ولم تفصل الداخلية في إعلانها عن ماهية التهم الموجهة لأولئك المتورطين وحجم تورطهم. لكن المتحدث الأمني اللواء منصور التركي أكد في مؤتمر صحفي عقده أمس، أن أيا من هؤلاء الـ362 شخصا لم يكونوا من ضمن حجاج بيت الله الحرام العام المنصرم، أي أن عمليات إلقاء القبض عليهم لم ترتبط بدخولهم بتأشيرة حج.
خليط من 24 جنسية
وتُخضع السلطات في المملكة، المقبوض عليهم، للتحقيق على خلفية قضايا تهريب وترويج واستقبال ونقل المخدرات تم ضبطها خلال شهري ذي القعدة وذي الحجة الماضيين. والمقبوض عليهم هم خليط من 24 جنسية، يتفوق فيها السعوديون عدديا عن غيرهم، يليهم اليمنيون، فالأثيوبيون، فالباكستانيون.
وأكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أن المبالغ التي تم ضبطها مع المجموعة الأخيرة التي أعلن عنها أمس وتقترب من 12.9 مليون ريال، تعادل الأموال المضبوطة خلال الأشهر الـ10 الماضية، دون أن يعطي تفسيرات حول تدفق السيولة النقدية التي امتازت بها المجموعة الأخيرة.
وعمد بعض المهربين الملقى القبض عليهم إلى تهريب "الهيروين الخام" في "علب شوكولاته"، في طريقة مبتكرة للتمويه على سلطات التفتيش على المنافذ الحدودية.
ووصف اللواء التركي عمليات مكافحة المخدرات في بلاده بأنها "حرب"، في إشارة لضراوة الهجمة التي تشنها "عصابات المخدرات" على المملكة. وأفصح عن أن الحدود الجنوبية للبلاد تشهد "محاولات" تهريب يومية، وتواجه فيها قوات حرس الحدود مقاومة شرسة من المهربين، تصل إلى حد مبادرة المهربين بإطلاق النار على رجال الأمن.
الترويج انحلال أخلاقي
وشهدت العمليات الأمنية التي قامت بها السلطات السعودية ضد عصابات المخدرات خلال الشهرين الماضيين، في أكثر من 31 منها "مقاومة مسلحة" من قبل أفراد تلك العصابات، انتهت بإصابة 9 أشخاص، "7 من رجال المكافحة، ورجل أمن من قوات حرس الحدود"، إضافة لأحد المروجين.
وتجاوزت القيمة السوقية لإجمالي المضبوطات التي نجحت السلطات السعودية في كشفها على مدار عام حاجز 5.6 مليارات ريال، فيما وصل عدد المبالغ النقدية التي تم ضبطها بحوزة المقبوض عليهم 25 مليون ريال.
وأشار اللواء التركي، إلى أن غالبية محاولات إدخال شحنات المخدرات إلى بلاده، تأتي عبر منافذ الحدود الشمالية، فيما لفت إلى أن الحدود الجنوبية تشهد محاولات يومية لإدخال المخدرات.
ورفض متحدث وزارة الداخلية، الربط بين مسألة ترويج المخدرات في أوساط المجتمع بـ"البطالة" أو انخفاض المستوى التعليمي للمروجين. وقال "الترويج هو انحلال خلقي.. ولا يمكن أن نقبل بأي سبب لتبريره مهما كان".