(اليوم العالمي للسكان) ـWorld Population Day ـ حدث عالمي, يتكرر سنويا, كل (11/ يوليو), الهدف منه زيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بالسكان. يوم السكان تم إعلانه عالميا عام 1409/ 1989, بمناسبة وصول عدد سكان العالم آنذاك إلى خمسة مليار نسمـة. أرجعنـي الحدث إلى
27 /6 /1431 الموافــــق
10 /6 /2010, حيث نشر موقع وكالة الأنباء العالمية (رويترز) ـ رويترز؛ وكالة متخصصة في جمع المعلومات الموثوقة في مختلف القطاعات, أسسها رجل أعمال ألماني (رويتر) في (آخن) غرب ألمانيا قبل أكثر من قرن ونصف (1267 / 1851) بدأت بالأخبار المالية, وبعد سبع سنوات توسعت لتشمل الأخبار العالمية ـ نشر استطلاعا للرأي نتيجته أن عدد سكان المملكة سيزيد بنسبة 15.4% في غضون السنوات الخمس المقبلة, وأن هذا يرجع في الأساس إلى العمالة الأجنبية الماهرة المطلوبة للمشروعات الكبرى التي تستهدف تنويع اقتصاد المملكة المعتمد على النفط... وأضاف الاستطلاع أنه من المنتظر نمو نسبة السكان إلى 29.3 مليون نسمة في غضون الأعوام الخمسة المقبلة, وفقا لمتوسط توقعات عشرة اقتصاديين استطلعت الوكالة آراءهم. ويتوقع أن يمثل الوافدون نحو 8.5 ملايين نسمة من بينهم ... كما تشير التوقعات إلى أن نمو الوافدين من نحو 6.2 ملايين حاليا سيتجاوز وتيرة نمو المواطنين ... والتقرير طويل.
الاستطلاع السالف, جعلني أبحث في قضية (البطالة) في بلادي, وهي قضية حساسة جدا. فقد كشف التقرير السنوي الأخير للقوى العاملة في المملكة, والصادر عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات ـ التابعة لوزارة التخطيط ـ في بيان نشر في شهر شعبان, من العام الماضي, ما ملخصه أننا نواجه معدلات بطالة متزايدة ـ الإناث أكثر من الرجال ـ تفوق كثيرا من المعدلات العالمية, رغم أن وضعنا الاقتصادي العام يفوق ـ ولله الحمد ـ أغلب المقاييس العالمية. المحزن جدا أنه بالرغم من وجود المؤهلين, نجد الآلاف بلا عمل ـ أكثر المتضررين من البطالة السافرة؛ المؤهلون بلا عمل ـ من الذكور من الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 24 سنة, تتجاوز نسبتهم 43%, ومن الإناث من فئة الأعمار بين 25 و29 سنة, نسبتهم تقارب 46%. ـ البطالة المقنعة؛ العاملون المكدسون, غير المنتجين, أرقامهم لا أعرفها ـ . أشار التقرير أيضا إلى أن نسبة العاطلين من الذكور من الحاصلين على شهادة البكالوريوس 44.2%, يليهم خريجو الثانوية أو ما يعادلها بنسبة 25.7% . أما بين النساء فإن العاطلات من الحاصلات على شهادة البكالوريوس أو الليسانس يمثلن نسبة 78.3%, يليهن الحاصلات على ما دون الجامعة بنسبة 12.3%.
أرقام (رويترز), و(مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات) تفيد بما لا يدع مجالا للتشكيك, أن التحدي الكبير يرتكز في توفير وإيجاد الوظائف الكريمة للمواطنين. وعندما أقول الكريمة فإني لا أقصد أن أهون من توصيف أي وظيفة, ولكنني أؤكد على أمر مهم؛ هو توظيف الشخص (المناسب) في المكان (المناسب). فالتخفيف من حدة ما ذكر من معلومات, مهمة مشتركة بين الجميع, لا سيما أن تداعيات الأمر خطيرة دينا ودنيا, يقول صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم" رواه الإمام الطبراني وغيره. والذين يدعون عدم العلم, أقول لهم بالله عليكم ألا تكفي التقارير, أو ليس كافيا الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره: "أيما أهل عرصة ـ مكان ـ أصبح منهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله"؟.