حينما تدخل أحد شوارع الرياض، ستجد نفسك وسط عشرات المحلات التجارية "الشاميّة" التي تبيع المنتجات السوريّة والأردنيّة والفلسطينية واللبنانيّة حتى اشتهر الشارع باسم "شارع الشوام".
"الوطن" زارت شارع عبدالله بن رواحه في حي السليمانيّة شمال الرياض، الذي تحول إلى مهرجان غذائي ثقافي، يساهم في التعرف على عادات وتقاليد هذه الدول. ورصدت عشرات المحلات والمطاعم التي تحمل لوحاتها صورا لبيت المقدس و"شجر الأرز" وأسماء لدول الشام وعواصمها ومدنها الشهيرة وسط تعايش كبير بين السعوديين والشاميين، الذين يرتادون الشارع.
إقبال سعودي
من جانبه، أوضح المواطن عبدالله الغامدي، أنه يرتاد هذه المحلات لثقته بأن غالبية منتجاتها طبيعية خاصة زيت الزيتون والزيتون الفلسطيني، الذي يعتبره أفضل المتوفر في الأسواق حيث يحرص على شرائه باستمرار، مشيراً إلى أن هذه المحلات تعطي للسكان فرصة للتعرف على منتجات بعض الدول العربية، وتساهم في تبادل الثقافات والعادات.
وقال أحد الباعة في محل كبير يدعى عبدالكريم فاخوري لـ"الوطن"، إن الشارع يعتبر الوحيد في العاصمة الذي يبيع المنتجات الشاميّة، ويرتاده الزبائن من كافة الأحياء للحصول على المنتجات الغذائية الطبيعيّة التي تجلب مباشرة من دول الشام، ويقبل عليها السعوديون و"الشوام" بشكل خاص دون الجنسيات الأخرى، لافتا إلى أن أبرز المنتجات السوريّة التي يبيعها المعجونات والمخللات والألبان والأجبان، فيما تتنوع المنتجات الفلسطينيّة بين زيت الزيتون والزيتون وهما الأبرز إضافة للزعتر والبرتيدلات والمكدوس.
وأضاف أن الأردن تشتهر بمنتج الأقط المعروف بـ"الجميد" أو "المنسف" بنوعيه الجامد والسائل والعديد من أنواع المكسرات والمعلبات والفول والحمص والحلويات المتنوّعة، فيما تشتهر المنتجات اللبنانيّة بالعديد من الأغذية المستخرجة من الأشجار والمحضّرة من الخضروات كالمخللات.
وبين فاخوري، أن محلّه يكتظ بالعديد من هذه المنتجات ومن بينها ما يستخدم في الطب الشعبي للتداوي ويقبل عليها الزبائن كونها طبيعية 100% ويستوردها من مصدرها، تلبية لطلبات زبائنه حتى إنّه يذهب بنفسه لمزارع الزيتون التي تمتلكها عائلته، ويشرف على حصد الزيتون والوقوف على مراحل عصره لاستخراج زيت الزيتون الذي يعتبر الأشهر بين هذه المنتجات ويحظى بإقبال الزبائن بشكل لافت. وأشار إلى أن الزبائن يطلبون العديد من الخضروات والفواكه الشاميّة المميزة، لكن الأحداث السياسيّة الحاليّة، وارتفاع تكاليف الشحن والتصدير حالت دون توفيرها في محلّه.
مطاعم متخصصة
وفي ذات السياق، أشار البائع ناصر الكوتي إلى أن غالبية زبائنه من دول الشام والعديد من السعوديين الباحثين عن المنتجات الشامية الطبيعيّة التي تستورد من هناك دون إضافة أية مكونات أخرى عليها، مؤكدا أن الأسعار تختلف من منتج لآخر لكنها في متناول الجميع. وقال إن الشارع يضم العديد من المطاعم المتخصّصة في المأكولات الشاميّة وتحمل أسماؤها وديكوراتها ذات الأسماء والتصميم لمطاعم شهيرة في تلك البلدان متخصصة في المشويات والفول والفلافل والحمص، وهي مأكولات مصدرها تلك الدول، وتحضّر بطرق عديدة، وتجد إقبالا لافتا من هواتها الذين يحضرون خصيصا من أجلها.