أوضحت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أن المناورات العسكرية الواسعة التي أجرتها سورية في العشرين من الشهر الجاري، عرضت فيها صواريخ روسية الصنع وصلت إلى سورية في نوفمبر الماضي، بما في ذلك صواريخ كروز من طراز "يخونت بي 800" وعدد آخر من الأنظمة العسكرية المتطورة نسبيا وقالت الوزارة على لسان أحد مسؤوليها إن شحنات عسكرية كبيرة ومهمة وصلت من روسيا ومن بلدان أخرى إلى سورية خلال الأسابيع الأخيرة. ويعتقد أن المناورات رسالة موجهة إلى تركيا بالامتناع عن المشاركة في خطة يعتقد السوريون أنها قيد الإعداد تهدف إلى إنشاء ممر آمن للمدنيين السوريين ممن يحاولون الفرار من مذابح أجهزة الأمن. وقال البنتاجون إن هذه هي ثاني مناورات تجريها سورية خلال شهر واحد إلا أن المناورات الأولى كانت محدودة وتهدف إلى اختبار قدرة الأسلحة المختلفة على التنسيق فيما بينها.

وذكر المحلل الأميركي ماكس فيشر أن واشنطن تعتقد أن المناورات تعكس حقيقة حسابات دمشق من أن لحظة المواجهة الفاصلة تقترب. وقال فيشر إن البيت الأبيض يعتقد أن من المستحيل أن يلبي النظام السوري شروط الجامعة العربية دون أن ينهار، وأن ذلك يعني حتما أن النظام السوري سيتحدى مطالب الجامعة قبل بدء تنفيذها على أسس إجرائية أو بعد ذلك بالتشكيك في المصداقية والنوايا. وأضاف أن من المستحيل أن تطلق دمشق سراح كل المعتقلين وأن تسحب القوات الأمنية من الشوارع وأن تسمح لأجهزة الإعلام بالتحرك المستقل ومن ثم فإن هناك أزمة في مسار التشكل بين النظام السوري والجامعة العربية. وأضاف أن تلك الأزمة يمكن أن تؤدي إلى إحالة الملف إلى الأمم المتحدة، وأن حسابات واشنطن تشير إلى أن تلك ستكون لحظة العمل على إيجاد حل لإنقاذ المدنيين السوريين. وكانت الاتصالات بين موسكو وواشنطن بشأن تطوير المسودة الروسية المقترحة بشأن إصدار قرار من مجلس الأمن حول الأزمة في سورية قد أسفرت عن طلب من موسكو بإتاحة المزيد من الوقت لرؤية ما سيحدث بشأن مبادرة الجامعة العربية. ويعني ذلك أن فشل تلك المبادرة قد يفتح الباب نحو قدر أكبر نسبيا من المرونة الروسية تجاه جهود اتخاذ خطوة حازمة لإنهاء حمامات الدم في سورية.