البعض ـ عن حسن نية غالباً ـ يشغلون الناس بالتوافه وصغائر الأمور.. ويستحثون الإعلام والمنابر على مناقشتها، حتى يصنعوا منها قضية رأي عام.. فينام الناس ويستيقظون على هذه القضية! ولأن الفضيحة تتحول إلى موكب.. فهناك من يساعد ويساند هؤلاء عبر نشر المقاطع المصورة عبر تقنية الـ"واتس آب".. هناك من يتطوع لنشرها عبر الإيميلات.. وهناك من يسخر لها الـ"فيس بوك" و"تويتر" وغيرهما.

آخر ما استيقظنا عليه قصة فتاة يقال إنها اعتنقت النصرانية.. فتاة ربما كانت تعمل لحساب دولة ما، ربما تعاني من مشاكل أسرية أو تفكك أسري، أو فراغ روحي أو عاطفي أو اضطرابات نفسية، أو حتى اضطرابات عقلية ـ أو أي شيء آخر ـ تلك الفتاة النكرة وجدت من يبادلها الحب، وأشياء أخرى ـ ربما ـ وعرض عليها أن تبدل دينها.. وعلى افتراض أنها لم تتذوق طعم الإيمان وحلاوته فليس لديها مشكلة أن تبحث عن البديل الذي تظن أنه سيؤمن لها ذلك!

هذه الفتاة المضطربة أقل كثيراً من سقف العتب، ودون حدود المساءلة.. العتب، كل العتب، على هؤلاء الذين أشغلونا ليل نهار بكل ما هو غريب وكل ما هو عجيب.. حتى أصبحنا مادة رئيسية في جميع وكالات الأنباء!

أحداث مماثلة وأكثر غرابة تحدث في مجتمعات مجاورة لكنها تمر، ولا تأخذ أكبر من حجمها.. وحدنا من يحتفي بهذه التوافه، ويعطيها أكبر من حجمها، ويمنحها الشهرة التي تريد مجاناً وبيسر وسهولة.. ارتقوا بوعيكم قليلا، فقصص هؤلاء التافهين والتافهات لن تنتهي.. اتركوهم للمحاكم والجهات المختصة، واستثمروا هذه التقنية التي بين أيديكم لنشر العلم والخير والفضيلة.