وصف عضو هيئة التدريس بجامعة نجران الدكتور حمدي محمد محمد واقع اللغة العربية في المدارس والجامعات العربية بـ"المخجل والمؤسف جدا".
وأرجع حمدي في محاضرة ألقاها مساء أول من أمس ضمن فعاليات نادي نجران الأدبي وأدارها عادل بالحارث تحت عنوان "كيف نسمو باللغة العربية؟" السبب في هذا التدني إلى أن الجامعات العربية أصبحت تضع أصحاب المعدلات المتوسطة والمتدنية في أقسام اللغة العربية دون مراعاة لقدراتهم ومهاراتهم اللغوية، ولذلك يتخرجون عن طريق لجان الرأفة في الجامعات، أو بعد أن يرسب الطالب أكثر من مرة في المقرر.
وأضاف "المشكلة أن هؤلاء يصبحون فيما بعد معلمين لأبنائنا، وهو ما أسهم في انحدار خطير جدا في مستويات الطلاب والطالبات في اللغة العربية". وأشار إلى أنه من المعروف أن أصحاب المعدلات الدراسية المرتفعة يذهبون إلى كليات الهندسة والطب مثلا، فيما طلاب الكليات العلمية أكثر إجادة وحرصا على تعلم قواعد وآداب اللغة العربية، وقال: أنت تجد بينهم الشاعر والقاص والقارئ في علم اللغة، أكثر بكثير مما تجده في أقسام اللغة العربية، وهذه من المفارقات العجيبة.
وتحدث في محاضرته عن أسباب أخرى لضعف الطلاب في العربية منها ما وصفه بـ"المفاخرة والتباهي بتدريس الأبناء تحت سن العاشرة في مدارس أجنبية"، معلقا على ذلك "حسب علمي هذا لا يحدث في دول العالم الأخرى التي لا تعلم الأطفال اللغات الأجنبية إلا بعد سن العاشرة، وبعد أن يتقن الطفل لغته الأم لفظا وكتابة".
وحمل بعض علماء اللغة المتقدمين مسؤولية النظرة السائدة حول صعوبة قواعد اللغـة العربية قائلا "لو جمعت قواعد اللغة العربية دون الدخول في متاهات وجدالات الكوفيين والبصريين لجمعت في كتيب صغير وشامل"، مضيفا "إن تشعب علماء اللغة قديما وبحثهم عن شاذ اللغة في الاستشهادات واستنباط القواعد، رسخ فكرة صعوبة وتعقيد قواعد اللغة العربية".