تشرف وزارة الشؤون الاجتماعية على دور الرعاية الاجتماعية. وفي الرياض، ومنذ سنوات، زرت دار رعاية (المسنات) بحكم ظروف العمل.
استطعت ـ بفضل الله ـ ومن خلال تلك الزيارة، الإسهام في جهود المسؤولين في ذلك الوقت، لتأسيس أول مدرسة لمحو الأمية للمسنات، أو بالأحرى النزيلات، لأنه كان بها نساء، ولظروفهم الخاصة مقيمات في هذا المكان إقامة دائمة، وكانت تسمى دار العجزة، ولا أعلم هل تغير المسمى أم لا؟
كانت جهودا مشكورة من المسؤولين في ذلك الوقت، حيث لمست جدية في أداء الرسالة نحو هذه الفئة من المجتمع، بضمير وإخلاص في العمل، سواء أكان العاملون رجالا أم نساء.
لم أقرأ إحصائية محددة لعدد دور الرعاية سواء للرجال أو النساء، وهذه الدور وظيفتها الأساسية هي العناية بالمسنين، والسؤال هنا: هل تم التوسع والتطوير في خدمات هذه الدور، بما يتناسب مع التوسع المضطرد في المجتمع السعودي؟
الجميع يجب أن يسهم في دعم دور الرعاية، وأتمنى أن تشمل أعمال الجمعيات الخيرية مثل هذه الدور، وحتى من يريد أن يقدم تبرعا خيريا، أتمنى أن يوجه جزءا منه لبناء وترميم دور الرعاية، وفتح الباب من قبل الوزارة لتكون المباشرة عليها، كما هو الحال في نظام المساجد التي يكون الإشراف عليها من وزارة الشؤون الإسلامية، على أن تتم المراعاة في اختيار الأماكن ذات المناخ المناسب لطبيعة النزلاء وحالتهم الصحية.
عمل الخير من ميزات المجتمع السعودي، وهذا باب من أبواب الخير، ومشاركة المواطن القادر للدولة في مثل هذه المشاريع ذات الخدمات الخاصة، مؤكد أنها ـ بإذن الله ـ صدقة جارية، ومشاركة وتكاتف اجتماعي، فتفعيل الدور الاجتماعي ليكون مساندا للخدمات الإنسانية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، هو تكامل وعطاء محمود.
التنسيق مهم، وإشراف الوزارة مهم كذلك، خذو مثلا، بناء المساجد، وهو عمل عظيم، وعدم التنسيق في مواقع بنائها أدى إلى أن تكون المسافة بين مسجد وآخر في بعض الأحياء خطوات، فحبذا لو تتم التوعية والتنسيق في مجالات البناء الخيري الأخرى بالتوازي معها، مثل مدارس الأيتام، ودور الإيواء ليكون العمل متكاملا، ويكون الإشراف من الجهات المعنية في الدولة، حتى لاتتشتت الجهود بتعدد الجهات المعنية، ويندرج ذلك على المستشفيات الخيرية المتخصصة، كمستشفيات القلب والعلاج الطبيعي وغيرها، فهذه من أعظم القربات إلى لله عز وجل.