مرت أعوام ومازلنا نعاني مشكلة (النظام خارج الخدمة )، سواء في الدوائر الحكومية التي تعج بالمراجعين أو الصرافات الآلية أو المنافذ الحدودية، وبالأخص البرية منها. لا أعلم لماذا مرت كل هذه السنين وما زلنا نتوقف أمام منافذ العبور البرية بالساعات وذلك بسبب تعطل النظام. هل يجب على موظف الجوازات أو الجمارك الرجوع بنا عشر سنين للوراء حتى يقوم بخدمة الزائرين أو المغادرين، وذلك بالطبع بعد طول انتظار واستقبال جميع دعوات المسافرين عليه باستخدام ( القلم والورقة ) ليقوم بعمله؟ ليس هذا فقط بل قد يصل الأمر ببعض المسافرين أن يقوموا بمغادرة المنافذ عائدين من حيث أتوا بعد طول انتظار، بعد أن يقوم أحدهم بقطع مسافة قد تصل إلى ألف أو ألفي كيلومتر ليعود أدراجه..كل ذلك لماذا؟ بسبب شيء بسيط.
جميع المنافذ الحدودية لديها هذه المشكلة ماعدا منفذ البحرين، كونه المنفذ الوحيد الذي تغادر فيه من منطقة عصرية حديثة إلى عاصمة دولة بمسافة لا تتجاوز خمسة وعشرين كيلومترا ولا يحتاج المسافر فيها إلى طائرة ، بينما المنافذ الأخرى تتعدى المسافات فيها ما يقارب الثلاثمئة كيلومتر وتحتاج إلى طائرة مما لا يدع أي مجال لرؤية المنفذ الحدودي!
تجربتي مع أحد المنافذ في ثالث أيام العيد أعادت لي ذكريات الماضي خلال رحلاتي لدولة الإمارات العربية المتحدة: كيف كانت ولماذا ما زالت، وليس أين صارت. فبكل راحة بال وسعة صدر يجب أن تتقبل فكرة الانتظار أو لا تحضر. فتخيل معي عائلة كم يجب عليها أن تنتظر حتى يتقدم الزائر الآخر ليأخذ دوره، وحين تسأل عن الحل وإلى متى يظل هذا الحال تكون الإجابة.. صوتنا غير مسموع .. أليست المنافذ الحدودية هي الواجهة الأولى للزائرين وما تعكسه من نظام نعكسه على نظام البلد بشكل عام.. فما زال السؤال مطروحاً: إلى متى ونحن في عصر الحاضر المتقطع؟